كتاب مالك بن نبي مفكر اجتماعي ورائد إصلاحي

والصنف الثاني: قد يرضى من الاشياء بالعدم، ولكئه عدم خير من
القليل.
بعد هذا التحليل لم يبيّن المؤلف كيف يعالجُ كلا الصنفين. ولكنَّه تكثم عن
فكرة (التوجيه) التي لا بد منها للإنسان، توجيهه من ناحية الفكر (الثقافة) ومن
ناحية العمل ورأس المال. وفكرة التوجيه تنبعُ من تجنب الإسراف في الجهد
وا لوقت، وا لعقول المفكرة في ا لعا لم ا لإسلا مي صا لحةٌ لأن تستخدم في كل وقت
اولأ: توجيه الثقافة: إنً الثقافة هي نظرية في السلوك أكثر من أن تكون
نظرية في المعرفة، وهي مجموعة من الصفات الخُلقية والقيم التي يتلقَاها الفرد
منذ ولادته، هي المحيط الذي يتشكَل فيه الفرد في طباعه وشخصيته.
في البداية لا بذَ من تصفية الثقافة من العوامل السلبية وتحديد العوامل
الإيجابية، كما فعلت الحضارة الإسلامية حين نفى القرآن الأفكار الجاهلية، ثم
رسم الطريق للفكرة الإسلامية الصافية.
ومن التصفية أن نعلم مشاكلنا الثقافية، ومنها انَّ كثيراً من المتعلّمين
اتّخذوا من العلم مظهراً شكلياً، ليكون شخصيةً بارزةً أو ليجلبَ رزقاً، وقبل
خمسين عاماً كنا نعرف مرضاً واحداً وهو الامية والجهل، ولكننا اليوم نعرف
مرضاً جديداً هو (التعالم) (1).
والثقافة هي الجسر الذي يعبره المجتمع إلى الرقي والتمدّن، ومن
التوجيه الثقافي:
1 - التوجيه الأخلاقي.
2 - التوجيه الجمالي.
3 - التوجيه العملي.
(1)
انظر: بكر أبو زيد، التعالم وأثره على الفكر والكتاب.
1 2 1

الصفحة 121