والمؤلف يركِّز كثيراَ وفي أكثر كتبه على موضوع ا لأخلاق كرافع من روافع
بناء الحضارة (1)، ويتحدَث عن الأخلاق المطبقة عملياً، وعن العلاقات المتينة
بين أفراد المجتمع؟ فالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار كانت لبنة أساسية في
بناء المجتمع الإسلامي، وبفقدان الأخلاق تتحول السياسة إلى تهريج ودجل،
(بولتيك) بتعبير ا لمؤلف.
أما التوجيه الجمالي فهو مصداق لقول الرسول جم! ي!: " إن اللهَ جميلٌ يحث
الجَمال" أي أنْ يكونَ عند المسلم حاسة النفور من الأشياء القبيحة، ينفر من
عدم النظافة، من الأسمال البالية على طفل لو يوفر له المجتمع العيش الكريم.
وأما المنطق العملي، فهو أن يربط بين الفكرة وتحقيقها، وبين السياسة
ورسائلها، يقوم بالأعمال التي توفرُ عليه الجهدَ والوقتَ، يُحْسِنُ وضعَ الأشياء
في مواضعها؟ فالمسلم أحياناً لا يفكر ليعمل، بل ليقول كلاماً مجزَداً،
والمجتمع الإسلامي لا يعيش طبقاَ لمبادئ القرآن، والأصوب أن نقول: إئه
يتكلم تبعاَ دمبادئ القراَن.
ثانياَ: توجيه العمل: فعندما شئد المسلمون مسجدهم الأول في المدينة
كان هذا أول ساحةٍ للعمل، فتوجيهُ العمل هو سير الجهود الجماعية في اتجاه
واحد؟ فجهد الراعي وصاحب الحرفة والتاجر والطالب والعالم والمرأة
والمثقف يجب أن يوضعَ في بناءِ واحد؟ فتعليم الأطفال عمل، وإزالة الأذى عن
الطريق عمل، وغرس شجرة عمل.
ثالثاَ: توجيه رأس المال، الذي يختلف عن الثروة: فالثروة مكاسب
شخص غير داخلة في الدورة الاقتصادية، وليست قوة مالية تدخل في بناء
(1)
في محاضرة للشيخ البشير الإبراهيمي في عام (929 ام) وفي العاصمة الجزائر
ذكر فيها أن التعاون الاجتماعي يقوم على أعمدة أربعة: الدين، العلم،
الأخلاق، الاقتصاد. الاَثار الكاملة: 1/ 14.
122