كتاب مالك بن نبي مفكر اجتماعي ورائد إصلاحي

الصناعات مثلاَ، الثروة تلقب باسم صاحبها، رأس المال ينفصل عن اسم
صاحبه ليصبحَ قوةَ ماليةَ مجزَدةَ؟ فالقضية ليست تكديس الثروة، بل تحريك
رأس الما ل.
هذا كله حديث عن الإنسان، العنصر الأول في المعادلة، ثم يأتي الحديث
عن (التراب). وطبعاَ لا يقصد المؤلف التراب من حيث خصائصه وطبيعته. .
وإنما التراب كقيمة اجتماعية، أي: عندما تكون الأمة متحضّرة تستفيدُ من
أرضها وخيرات ارضها؟ فإن ترابها سيكون غالي القيمة، وعندما تكون متخلّفة
يكون التراب على قدرها، وإذا نطرنا إلى خارطة العالم الإسلامي فإننا سنجد أنَ
المساحة المزروعة في بلد كالجزائر بدأت تتقهقر أمام غزو الصحرإء، وهذه
مأساة؟ فالبدوي والمزارع فزا إلى المدن الساحلية التي ترفض أو تبتلع أمثال
هؤلاء لتجعل من كل منهما إنساناَ منبوذاَ.
ْ وثالث اطراف المعادلة: (الزمن) وهو الساعات التي يمكن أن تكون ثروةً
عند الأمة، او عدماَ عند أمة أخرى؟ إئه العملة الوحيدة التي لا تبطل ولا تُسترَد
إذا ضاعت، الشعوب المتخففة لا تدرك معنى الساعة والدقيقة والثانية؟ هذا
الزمن الداخِلُ في الفكرة والنشاط وفي تكوين المعاني والأشياء. إنَّ وقتنا يجب
ألا يضيع هباءً كما يهرب الماء من ساقية خربة، وهناك تجربة قريبة منّا، تجربة
المانية بعد الحرب العالمية الثانية، بعد عشر سنوات ظهرت المعجزة، وعادت
ألمانية قوية، كان أفراد الشعب يقومون بالعمل التطوعي لمدة ساعتين يومياً.
بعد هذا العرض العميق لتركيب الحضارة يبقى شيء لا بد من ذكر 5 وهو:
هل يتركنا الاستعمار؟ أو هل تركنا سابقاً لندخل مرة ثانية في دور 5 الحضارة
الإسلامية؟.
هذه إشارة للمؤلف لا بد منها؟ لأنّ تاكيد 5 المستمر على مصطلج (القابلية
للاستعمار) حين يَسِمُ به الشعوب الإسلامية، ربّما يوحي للقارئ أنَّ المؤلف
123

الصفحة 123