الإنكليزي (جب) الذي يتهم المسلمين بأنهم يحملون عقلية (ذرية) (1). كما يردّ
عليه قوله: بأن الحضارة الغربية هي التي أعطت المسلمين البُعد الإنساني.
مجتمع ما بعد الموخدين: ينتقل المؤلف بعد هذا - وفي الفصل الأول -
للحديث عن مجتمع (ما بعد الموحدين)، ومن خلال فكرته عن (الدورة
الحضارية) يرى أنَ المجتمعات الإسلامية فقدت بريقها الحضاري بعد القرن
السابع الهجري، ولذلك عاشت حالة (ما بعد الحضارة) حالة مجتمع متحلّل
إلى افراد، ربما يكونون أصحاب جاذبية شخصية (اخلاق) ولكنَهم لا يعيشون
حالة تماسك اجتماعي يؤدي إلى نهضة وإعادة دورة الحضارة، وعندما يبلغُ
مجتمعٌ ما هذه المرحلة فإنَ الحضارة تهاجِرُ إلى بقعبما أخرى لتبدأ دورة جديدة
طبقاً لتركيب عضوي تإريخي جديد.
أما البقعة المهجورة، فإن إشعاع الروح يتوقف، ويخمد مِنْ ثَئمَ إشعاعُ
العقل؟ إذ يفقد الإنسإن تعطشه إلى الفهم، يفقد الهمة وقوة الإيمان، والتاريخ
يبدأُ بإلإنسان الذي يطابق بين جهده ومثله الأعلى. إنَ أزمة العالم الإسلامي
تتشابه من جاكرت! إلى طنجة، إنها أزمة بدات سياسية عندما قامت تلك الفجوة
بين الدولة والضمير الشعبي (2)، وانتهت بتغير الإنسإن ذاته حيث فقد هفته
المُحضرة، هذا الإنسان سنصادفه في فلاحنا الوديع او راعينا المترخل
المضياف، وهو ذو مظهر رقيق بريء، كما نصادفه في المظهر الكاذب الذي
يتخذه ابن صاحب (المليارات) نصف المتعفم، الذي يتخذ مظهر الإنسإن
العصري، بينما تحمل أفكاره صورة (ما بعد الموحدين) "فلا بدَ من دراسة
علمية للعوامل السلبية واسباب العطل الضارب بأطنابه في حيا تنا " (3).
(1)
(2)
(3)
نزوع الفرد إلى تجزئة المشكلة والنظر إليها من زاوية واحدة، أي: ليس عنده
فكرة الإحاطة والنظرة الكلية0
وجهة العالم ا لإسلامي، ص 1 3.
المصدر السابق، ص 33.
126