قريبٌ جداً من مذهب الصوفية القائلين بالوحدة وكان السيد (جمال الدين) يميل
إلى هذا المذهب، كما اشار الأستاذ الإمام (محمد عبده) (1) ومثل ارتباطاته
العالمية (2)، مما جعل السيد رشيد رضا في كتابه عن شيخه محمد عبده (تاريخ
الإمام) لا يستطيعُ إنكار هذ 5 التهم، ولكئه يحاول الالتفاف عليها.
لا شك أن ا لأفغاني له تأثير 5 دما يجابيا ته؟ فقد أثار زوبعةً ضذَ ا لجمود، وجعلَ
عالماًازهريأ كالشيخ محمد عبد 5 يتفتح ذهنه على مشكلات العالم الإسلامي
السياسية والاجتماعية، ويهتم بإصلاح الأزهر، ويحاربُ البدع والخرافات.
ولكن المؤلف مع مدحه الكبير للأفغاني إلا انه لا يرا 5 مصلحاً بمعنى الكلمة.
وكان على تلميذ 5 محمد عبده أن يواجه المشكلةَ من الزاوية الاجتماعية. "ولكنَّ
الشيخ ظن -كما ظنَ إقباذ فيما بعدُ-أئه من الضروري إصلاح (علم الكلام) حتى
يمكن تغيير ما بالنفس. وهذا ما حاد بحركة الإصلاح عن مسارها حين ابتعدت
عن مبادئ السلفية " (3).
فليست مشكلة المسلم أن نبرهن له على (وجود الله) بقدر ما يجب أ ن
نشعر 5 بوجود 5، وتتملى نف! ه بالإيمان بالئه باعتبار 5 مصدراً للطاقة، وعلم
الكلام يمجدُ الجدال، ويشوو المشكلة الإسلامية، ويفسِدُ طبيعتها حين يغير
المبدأ السلفي. وإنَ مما يضعف حركة الإصلاح انعدام الفاعلية والاهتمام
بالجدل الأدبي، وأن يكون المثل الأعلى للإنسان هو أن يصبحَ (بحر علم) وأن
ينظر لفاعلية الشيء من خلال الكم (4).
(1)
(2)
(3)
(4)
تارلخ ا لإمام: 1/ 79.
مثل انتماؤه إلى الماصونية. (ن).
وجهة العالم الإصلامي، ص 47.
إن الذين جاؤوا بعد الشيخ محمد عبده مثل تلميذه رشيد رضا والمصلج السلفي
عبد الحميد بن باديس وزميله الإبراهيمي وأمثالهم هم أوضح طريقة ومنهجاً=
129