كتاب مالك بن نبي مفكر اجتماعي ورائد إصلاحي

والتيار الرئيس الاخر هو الحركة الحديثة او التيار التغريبي الناتج عن
المدرسة الغربية التي جاء بها الاستعمار معه. فحركة التغريب في جوهرها ملتحقةٌ
بالمدرسة الاستعمارية؟ فإلأوروبي جاء إلى الشرق كمستعمِرٍ، والطالب الذي
ذهب إلى اوروبة لم يذهب ليكتشف أوروبة، بل ليحصل على لقب جامعي،
وقنعَ بمنتجات الحضارة الغربية.
"فإلحركة الحديثة ليس لها في الواقع نظرية محدودة لا في اهدافها ولا في
وسائلها، وسبيلُها الوحيدُ هو أن تجعلَ من المسلم (زبوناَ) مقفَداَ لحضارة غربية
تفتح ابواب متاجرها أكثر من أن تفتح ابواب مدارسها" (1). والحقيقة أنَ
حركات ما يسفى (التحديث) والأصح تسميتها ب (التغريب) اتصفت بالفجاجة
والسطحيةِ حين ظثت ان باستطاعتها تهديم الإسلام وثقافة الأمة.
معوقات النهضة: إذن هناك نهضةٌ او محاولاتٌ للنهضة، ولكنَ الأمور لم
تسر بالسهولة التي توفعها اصحابها. هناك صعوبات وعراقيل داخلية وخارجية
تحدُ من ثقافة (ما بعد الموحدين) وتيار الحركة الحديثة؟ بينما نرى أن المجتمع
الإسلامي الأول اتخذ طريقه الخاص ليس طريق التقليد والانهزامية، لم يقتبس
المسلمون جرس الكنيسة للمناداة للصلاة، كان لهم تميزهم الخاص، النداء
بكلمات تعئر عن التوحيد؟ فهل نقتبس من الغرب مبدأ (دارون) وهو: البقاء
للأصلح التي تعني في علم الاجتماع (ا! ثر شرام (2).
(1)
(2)
وسلوكاَ، وهم الذين يمثفون تيار الإصلاح الحقيقي.
وجهة العالم ا لإسلامي، ص ه 6.
ضرب المؤلف مثلاَ على عدم التلفيق: ما قام به الفارابي من نقل فلسفة أرسطو
وطبعها بطابع إسلامي، والحقيقة آن عمل الفارابي هو التلفيق بعينه، فكان
تلميذاَ مقفداَ لأرسطو أو المعلم الأول كما يمونه، ولم يأتِ بجديدِ
للمسلمين، فالفارابي وابن باجه وأمثالهما يتكفمون عن الفرد الفاضل، =
130

الصفحة 130