كتاب مالك بن نبي مفكر اجتماعي ورائد إصلاحي

ومن المعوقات ان المسلم لا يستخدم ما تحت يده من وسائل ليرفع من
مستوا 5، ما يزالُ بعيداَ عن عمل اجتماعي كبير، ما تزال طريقة الإصلاح فردية،
هناك عجزٌ في الربط بين الفكرة ونتيجتها المادية، فإفَا فكرةٌ لا تتحقق، وإفَا
عملٌ لا يتصل بفكرة، هناك أساطير تكف المسلمين عن العمل المثمر، منها:
أسطورة الفقر، فيقول احدهم: نحن فقراء ولسنا بقادرين على أداء هذا العمل،
ولكن لننظر إلى ما يملكه المسلم الثري من مال لنرى مدى فاعليته الاجتماعية
هل يهتم بتربية طفل مسلم تربية عملية؟ إن التسابقَ إلى السرف يتساوى فيه الفقير
والغني (1). ومِنَ الأساطير: الاستعمار، نعم الاستعمار له تأثيره، ويمارس
نشاطه بذكاء، ولكن علينا ان ننظرَ للاستعمار كعلماء اجتماع لا كرجال سياسة،
اي: ان ندرس اسباب القابلية للاستعمار.
إنَ الخطأ الذي وقع فيه الإصلاحيون والتغريبيون هو أن كليهما لم يتجه
إلى المصدر الأساسي؟ فالإصلاحيون (مدرسة محمد عبده) لم يتجهوا إلى
اصول الفكر الإسلامي، والمحدثون لم يعمدوا إلى اصول الفكر الغربي (2).
السلفيئُ وحده هو الذي يحمِلُ فكرة النهضة وهو وإنْ لم يحقق شروطها العملية،
فإته على الأقل لم يضيع هدفها الجوهري (3).
وإذا التفتنا إلى العوامل الخارجية التي تعيق النهضة وتسثب الغموض،
فسنجد المؤلف يحفلُ بدقة ادوات الاستعمار في محاولته لك! اليد الإسلامية
(1)
(2)
(3)
والمجتمع الفاضل، الذي لا يحتاجُ إلى طبيب، ولا إلى قاضِ يفصل في
الخصومات؟ فالفرد يستمد قواعده ا لأخلاقية من تفكيره وحده!.
وجهة العإلم الإسلامي، ص 81.
أي: لم يستفيدوا من إيجابيات بعض العناصر التي أدت إلى نهضة الغرب، بل
ققدوا القشور والزيف من هذه الحضارة.
وجهة العإلم الإسلامي، ص 4 6.
131

الصفحة 131