عن العمل الإيجابي، ويلتقط منظراًاو حادثة ليرينا مكر الاستعمار، ويرينا في
الوقت نفسه سذاجته وعناده في بعض القضايا؟ إنّها صور معبرة لا يلحظها إلا
مثل مالك بن نبي، مثل صورة صغار في شوارع العاصمة الجزائر يبيعون
البرتقال، والشرطي يلاحقهم وكانَه يقومُ بمهمة خطيرة، بينما يرى هذا الشرطي
اطفالاَ آخرين يمثلون البؤس بجميع اشكاله، يستجدون الناس بإلحاح،
والشرطي يتركهم ولا يتحزك. الاستعمار عندما يحل في بلد يقصي صفوة الناس
عن اماكن القيادة، وشمتخدمُ طائفةً من خلصائه ليمثقوا الشعب (المستعمَر).
"إن الاستعمار هو افظعُ تخريب أصاب التاريخ، لم يحدث في عصر من
العصور ان ارتد الإنسانُ عن إنسانيته كما حدث في هذا العصر بما تقدم (مصانع
الاستعمار ومؤسساته) من وسائل مادية ونفسية تأخذ صورة قوانين وبنوك
وصحف وسجون ومدارس استعمارية " (1).
وامام هذا الكيد لا يرى المؤلف حلأ قادرا على التغيير إلاّ الإسلام،
ولذلك يفرض الاستعمار القيود عليه؟ فمن الميسور ان تفتج نادياَ للميسر، ولا
تستطيعُ أن تفتجَ مكتبأ لتحفيظ القرآن (2)، والأعجب من ذلك ا! الإدارة
الفرنسية هي التي تعئنُ المفتي والإمام حتى كانه (جاويش صلاة!).
ويصل مالك بن نبي إلى قمة تحليله للاستعمار عندما يفول: "ولكننا
نلاحظ ان ا لأمم ا لاستعمارية على ا لرغم من إ دراكها لأخطا را لاستعمار فإئها تعمى
عن هذه الأخطار، وكان هناك قدرأ محتومأ يقضي على يفظتها ووعيها" (3).
(1)
(2)
(3)
ا لمصدر ا لسا بق، ص 3 0 1.
هذا الكلام كان عإم (1945 م)، ولكن ونحن الاَن في عإم (4 0 0 2 م) فإننا نجد
مثيلاَ لذلك في بعض البلاد العربية.
وجهة العالم الإسلامي، ص 113، وللشيخ البشير الإبراهيمي تحليلأ دقيقاَ
يثبه تحليلات ابن نبي، يقول: "ولو انَ الاستعمار كان فقيهاَ في سنن الله في=
132