كتاب مالك بن نبي مفكر اجتماعي ورائد إصلاحي

وإذا كانت النهضةُ الإسلاميةُ متعثرةَ الخطواتِ، فإنَّ الغربَ أيضاً وبُعْدَ
فوضاه ما بين الرأسمالية والشيوعية، وقع في انفصال عميق ما بين العلم
والأخلاق، مات معنى الفضيلة المطلقة من الوجه الذي مات منه مفهوم العدالة
في قول احد الأوروبيين: "إن تسوية جائرة خير من قضية عادلة " وصار الاقتصاد
إلى المصير نفسه ليؤكد بعضهم أن "التجارة هي السرقة الحلال " (1).
إنَ التاريخ منذ قرن من الزمان هو ملحمة للفكر الاستعماري (2)، العالم
الإسلامي لا يستطيع أن يجد هُدا 5 خارج حدود 5، ولا يمكن ان يلتمسه في العالم
الغربي، ولكنْ هل الحل هو القطيعة الكاملة مع الغرب؟ لا يرى مالك هذا
الشي ءَ؟ فالحضارةُ الغربيةُ تجربةٌ إنسانيةٌ، ويمكن الاستفادة منها، وإذا علمنا أنَ
صدقَ الظواهر الأوروبية مسألة نسبية، فسيكون من السهل أن نعرف أوجه
النقص فيها.
اَمطل وايجابيات: في فصل (بواكير النهضة): ذكر المؤلف بعض
الإيجابيات التي بدأت بالظهور، فقد لاحظ الاتجاه نحو القيام بالواجبات،
وترك النغمة القديمة، وهي المطالبة بالحقوق فقط، على طريقة المتبطلين
الكُسالى، وقضية فلسطين حررت العقول من الأوهام السابقة، وايقظتها،
وظهر لها ضخامة المشكلة، وان ما وقع من الاحتلال الصهيوني له أسباب
عميقة.
(1)
(2)
الأمم لأنصف من نفسه فاستراح واراح ا الاَئار الكاملة: 3/ 47،، ويقول عن
فرنسة: أحكومة لائكية في الظاهر، مسيحية في الواقع، جمهورية على الورق
فردية في الحقيقة، تجمع يديها على دين المسلمين، وتتدخل في كيفية دفن
موتاهم " ا المصدر السابق، ص 0 6،.
وجهة العالم الإصلامي، ص 17 1.
المصدر ا لسابق، ص 23 1.
133

الصفحة 133