كتاب مالك بن نبي مفكر اجتماعي ورائد إصلاحي

وفد لاحظ المؤلف أن ظهور حركات إسلامية فتئة ناشطة استطاعت أ ن
تجمع الشباب، وتؤثر في جمهور الناس، هو مؤشر إيجابي، وهنا يثفَنُ مالك
دور الشيخ حسن البنا - رحمه الله - دون أن يذكر اسمه: "لقد ظفرت الحركة
بزعيم لم يكن فيلسوفاً أو عالم كلام، ولكثه رجع إلى القرآن الذي يحزكُ
الحياة. . .!.
كما لاحظ المؤلف أن العالم الإسلامي رغم تخقفه إلأ انه احتفظ بقيمه
الأخلاقية (1)؟ وهذا يساعِدُ على إقامةِ التوازن المطلوب للنهضة، والتوازن بين
الروح والمادة، وبين الكم والكيف، بين الغاية والسبب.
رغم هذا الجهد الكبير الذي بذله المؤلف لتحليل مشكلة العالم
الإسلامي، عاد في نهاية الكتاب ليحفقَ في عالم الخيال وليركز على أشياء
وهمية؟ مثل: (وحدة الكرة الأرضية)، وحل المشاكل عالمياً، وظهور
(الإنسان العالمي). وبعد نصف قرن من تأليفه نجد النزاعات العالمية تزداد،
وشرهُ الغربِ للاحتلال والاستيلاء على خيرات الشعوب يزداد.
ووهم آخر وقع فيه المؤلف حين ظن ان مركز الجاذبية سينتقل من البحر
المتوسط (الدول العربية) إلى اَسية، إلى جاكرتة والهند، يقول: " إنَ اتصال
العالم الإسلامي بروحانية الهند سيكون له دور كبير"! ولا ادري أي روحانية
ستاًتي من الهند؟.
وعلى كل حالٍ فتأليف الكتاب قديم، ولعل المؤلف رجع عن رايه بعد أ ن
استقر في القاهرة وكتب بعدئذِ (نحو كومنولث إسلامي)، وأما أن يكون لدول
(1) وقبل هذا احتفط بعقيدته وتطفعه دائماَ نحو تطبيق ا لإسلام بشرائعه واخلاقه.
134

الصفحة 134