كتاب مالك بن نبي مفكر اجتماعي ورائد إصلاحي

4 - فكرة الإفريقية الاَسيوية في ضوء مؤتمر باندونغ (1)
هذا الكتاب أئفه مالك بن نبي في فرنسة، وحمله معه إلى مصر، وهو
مفعم بالآمال التي سيحققها مؤتمر (باندونغ) (2) الذي جمع بين قارتين كبيرتين،
وهذا المؤتمر تظاهرةٌ سياسيةٌ يحسب لها الغرب ويخشاها، وإن لم تكن موخهة
ضده بشكل مباشر، والمؤتمر وإن لم يحقق نتائج عإجلة، وقد أجهض بعدئذٍ
لأسباب سيذكرها المؤلف، ولكئها حقبة مهمة نتابع فيها عرض المؤلف عن
السياسة العالمية، وموقع الشعوب الإفريقية الاشيوية.
يبدأ الكتاب في الفصول الأولى بتحليل نفسية الغرب والسياسة الغربية؟
فالعالم خضع لسيطرة أوروبة منذ قرنين، والأزمة العالمية موجودة في الضمير
الأوروبي، الذي يضع نظارة على عينيه عندما تكون القضية متعلّقة بالشعوب
الأخرى، فهو لا ينظر هنا نظرةَ تتصل بالقيم الأخلاقية او القيم السياسية، وإنما
ببعض ما يشبه (جمعية الرفق بالحيوان) ربما وضع بعضُ الناس اَمالَهم على الغرب
بعد الحرب العالمية الثانية، ولكننا - وكأنَ التاريخَ يعيدُ نفسَه - نجد (الأمم
المتحدة) طبعةَ اخرى عن (عصبة الأمم)، و (روزفلت) نسخة عن (ولسن)، وكان
من نتائج الاعتراف بالجميل للشعوب التي ساعدت بريطانية وفرنسة في الحرب
أن ساعدت بريطانية في إنشاء (وطن قومي لليهود) في فلسطين، هذا الغرب
يملك فضائل خلقية، ولكنها فضائل داخلية أنانية لا إشعاع لها خارج نطاقه،
(1)
(2)
صدر عام (1956 م)، ترجمة عبد الصبور شإهين، والنسخة المعتمدة طبعة
(981 1 م)، دار الفكر -دمثق.
مدينة من مدن أندونيسية.
136

الصفحة 136