الفرد الغربي خارج حدود 5 الأوروبية لا يكون إ نساناً بل أ وروبياً.
وفي فصل (التعايش او الوجود المشترك) يؤكد المؤلف أنَّ الغربَ الذي
عاش الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي ويعيش على حافة الهاوية، وجد قوةً
جديدة تدخل مسرح التاريخ، إئه مؤتمر باندونغ. إنَ العالم يخضع دائماً لعوامل
التوحيد والتفزق، والذي ينظر إلى الكرة الأرضية في الفرن العشرين سيلاحط
أنَّ هناك محور (واشنطن - موسكو) حيث المصانع وناطحات السحاب
وشبكات الطرق والمدن الكبيرة والتنظيم للوقت، وسيلاحط أيضاً محور
(طنجة - جاكرتا) هنا سيرى مدن اكواخ، والوقت يمضي خامداً مبعثراً،
والفرد الذي يولد اليوم على محور طنجة - جاكرتا معرَّض لاحتمال (0 5 %) لكي
يصبح أميأ ومتعطلأ مهمإ كانت قيمته الشخصية.
إنَ مشكلة الإنسان الأفرواَسيوي هي في جوهرها مشكلة حضارة، أي لا
بدَ أن يحقق هذا الإنسان وضعاً عاماً متحررا من العوامل السلبية التي فرضها
الاستعمار والقابلية للاستعمار.
إن المحاولات التي جرت في العالم الإسلامي للنهضة لا تستند إ لى نظرية
محددة للأهداف والوسائل، وجهود المصلج دمان كان حسن النية لكننا لا نجد
فيها رائحة منهج (1).
إن مسؤولية الزعماء والقادة المجتمعين في (باندونغ) خطيرة جداً أمام ما
يصادفهم من عقبات ومغريات، الشعوب الأفروآسيوية تواجه حشدأ هائلاً من
المشكلات؟ فكيف سيتصزف القادة؟ هل بالثرثرة عن الحقوق أم البدء بالعمل
الإيجإبي؟.
ونبدا بمشكلة الثفافة؟ لأن الثقافة في مهمتها التاريخية تقوم بالنسبة
(1) فكرة الأفروآسيوية، ص 78.
137