للحضارة بوظيفة الدم بالنسبة للكائن الحي؟ فهل هناك ثقافة مشتركة بين هذه
الأمم؟ إن النزعة المعادية للاستعمار لا تصلح أن تكون مبدأً فكرياً مشتركأ.
على الشعوب الأفروآسيوية ان تجد إلهامها في الفيم الروحية والتاريخية التي هي
نوع من التراث، في مبدأ أخلاقي يجمع بين الإسلام والهندوسية في فكرة عدم
العنف (1).
إن محاولة المؤلف ايجادَ ثقافه مشتركه فبها شيءٌ من التكلُّف، وإنَّ
مؤتمرأ مثل (باندونغ) لن يكونَ حضاريأ وإنما أقصى ما يستطيعه أن يكونَ
سياسياً، ويتبئى مبدا الحياد ما بين معسكرين متنافسين (2).
وإذا انتقلنا إلى مبادى اقتصإد أفروآسيوي فهنا يكون المجال متسقأ
للحديث عن دراسات وأبحاث اقتصإدية لتشابه الأوضاع في القارتين تقريباً.
يعود المؤئف وفي فصل طويل بعنوان (فكرة الأفروآسيوية والتعايش)
ليؤكد أن طابع القوة الذي طبع الحضارة الغربية لن يستمر، وعندما وصل العالم
إلى (القنبلة الذرية) وجد نفسَه أنه يحتاج إلى السلام والتعايش، وخاصة أ ن
محور (واشطن - موسكو) شعر بالسقوط الروحي، بينما كان المحور الاَخر
يعاني من السقوط الاجتماعي؟ فالتعايس ضرورة للخروج من الأزمة.
حضر مؤنمر باندونغ تسع وعشرون دولة، منها أربعة عشر هي دول
(1)
(2)
يقول الأستاذ محمد المبارك عن روحانية الشرق: "إنها روحانية ناقصة تعطي
صورة عن الإنسان بتراء، تهمل الجانب المادي منه، ولم تستي أن تقدم
للحضارة العالمية عنصراً يُستفاد منه ". (الأمة العربية في معركة تحقيق الذات،
ص 17)، والهندوسية التي يتكلَم عنها المؤلّف كثيراً، هي التي تمتلك الاَن
الأسلحة النووية وتتعاون مع إسرائيل. أما موضوع (اللاعنف) فإذا كانت الهند
تتبئاه فلِمَ لا تعطي حق تقريرالمصير لشعب كشمير المسلم؟.
لم يستمر المؤتمر، ولم تكن اثر دوله حيادية بالمعنى الحقيقي.
138