إسلامية، فما هو حجم وتأثيرالعالم الإسلامي في هذا التجمع الكبير؟
يرى المؤلّف ا! العالم الإسلامي هو القاسم المشترك، وهو الجسر الذي
يوصل ما بين الأجناس والثقافات، أي إنه عامل مُركِّب لحضارة أفرواَسيوية،
ويقترح عقد مؤتمر تعالَجُ فيه مشكلة المسلم العاجز عن مواجهة مشاكله
بصراحة، وبدلأ من أن يتحذَث عن (الزَمَد) نجد 5 يتحدّث عن (علم الزَمَد (،
ويحذر المؤلف المسلمين بأن لا يغترّوا إذا كانت أحوالهم تتحسّن، وأنَ المرضَ
بدا يتناقص في البيئة الإسلامية، ولكنه يزداد إذا ما في! إلى التطور العالمي،
حيث إن حياة العالم تفوته كل يوم اكثر من سابقه (1).
كتب مالك هذا الكتاب وخرج أكثر العالم الإسلامي من قبضة الاستعمار
القديم، والحرب الباردة قائمة بين المعسكرين، وفكرة الحياد الإيجابي مما
يتشجع لها الإنسان الذي عاش تحت قهر الاستعمار، وقد تحمَّس المؤلف كثيراً
لهذه الفكرة، ولكنه كان حالمأ مندفعأ في أفكاره المثالية؟ فقد ظن - وهو الذي
يعالج مشاكل العالم الإسلامي - أنَّ دول (باندونغ) وبما هي عليه من تخلّف
وأنانية، وما تحمل من أفكار تستطيع ان تقوم بعملٍ كبير، وقد وضع كل اماله في
أفكار غاندي عن (اللاعنف) كما تحدّث عن السلام العالمي و (الغزو السلمي
للغرب) وكلها افكار غير واقعية؟ فالقراَن يقرّر ان البشر في تدافع وصراع ما دام
هناك خير وشز، وحقّ وباطل. والحضارة الغربية حضارة قوة كما يصفها
المؤلف، وما تزال تسعى إلى الهيمنة ونهب خيرات القارات الاخرى. وإن
وجود شخصيات تحلم بالسلام العالمي مثل الابيرا) الإيطالي (2) لا يغير من
الأمر شيئاً.
(1)
(2)
فكرة الأفرراسيوية، ص 47 2.
ا لأفررآسيوية، ص 6 0 2.
139