كتاب مالك بن نبي مفكر اجتماعي ورائد إصلاحي

إلى عدم الأمن والاستقرار، ولكن عدم تصور 5 لحلول تلك المشاكل والعثور
على الطريق المؤدية إلى تلك الحلول.
العالم من حولنا (والمساحات المخططة): يُقال: إنَّ القرن العشرين هو
قرن الجغرافية السياسية، هناك كتل عالمية كبيرة: حلف الأطلسي، الاتحاد
السوفييتي (سابقاً)، الصين، الهند. . . إئها نماذج لمساحات مخططة، تتمركز
فيها القوة، وتخضع للتخطيط. ما هو موقف المسلم حين يرى أنّ التاريخ يصنع
دون حضوره؟ وهل يستطيعُ العالم الإسلامي إنجازَ نهضةء حسب اطّراد محدّد
منشَق؟ من هنا تبدو ضرورة وضع تخطيط للعالم الإسلامي المترامي الأطراف
بين قارتي إفريفية وآسية. ولذلك يطرح المؤلف موضوع كومنولث إسلامي.
والعوامل التي تساعد على مثل هذا الطرح كثيرة جداً، وأهمها أنَّ هذا
العالم ما زال يحتفظ بوحدة الدين التي يسميها المؤلف (الوحدة الروحية (. ثم
يأتي أيضاً مبدا التكامل. . ويمكن ان يكون على شكل (اتحاد فدرالي (يرأسه
مؤتمر إسلامي يقوم بدور الهيئة المنفّذة لهذا الاتحاد.
إن طرح مثل هذه الأفكار قد يبدو عند بعض الناس لا معنى له، ولكنّ
عالماَ كاملاَ يمكن أن ينشأ عن مثل هذا الالتقاء، أليس الإنسان أصله من بذرة
مهينة؟!.
توسيع دائرة المسلم: يتكوَّن الوعي الاجتماعي للفرد في دائرة محدودة
(المدينة والوطن)، ولكئه يتكؤَن في إطار اكبر انفتاحاً، وأكثر توشعاً عندما يحيا
الفرد ليس مع اهله ومواطنيه فحسب ولكن مع دائرة اكثر (دإئرة العالم العربي
والعالم الإسلامي (؟ فكل انتقال من دائرة داخلية إ لى أوسع منها يسجّل تقدّماً في
التطور النفسي للفرد يمنحه سعةً أكبر على نحو من الأنحاء، وإنه من الحمق أ ن
تأسيس الجامعات، ومراكز الأبحاث، والتخطيط للمدن، بما يتلاءم مع
الحضارة ا لإسلامية.
143

الصفحة 143