كتاب مالك بن نبي مفكر اجتماعي ورائد إصلاحي

الصمود الثفافي الذي واجهت به الجزائر ذلك المشروع الثقافي الاستعماري
المدمر" (1).
إن مرصدَ الاستعمار ومختبره الكيماوي يعلم مَنِ الذين يصلحون لإلقاء
المحاضرات على المسلمين؟ ومَنِ الذين لا يصلحون؟ فقد تلقَّى مفتي مصر من
(ما ري بشير) حاكم ولاية (نيوسا وث ويلز) ا لأ ستر الية د عوة ل! لقاء محا ضرات على
الجالية الإسلامية حول التسامح في الإسلام (2). والحكومة البريطانية تختار
شخصاً معيناً للحديث عن الإسلام في وسائل إعلامها، وكما يقول مالك: " كلَّما
لاحت في العالم الإسلامي بادرةٌ ذات مغزى، فإن مجهر الاستعمار يلتقِطُها،
ليجريَ عليها كل طرق التحليل، وتمز بكل أصناف التقطير حتى لا يبقى من
محتواها الاجتماعي إ لا أقل ما يمكن " (3).
وهنا لا بذَ من ملاحظة مهمة؟ فلا يعني كل هذا المكر من الاستعمار أنَّ
كل ما يُخَطط له سوف يقع؟ فإئه يظهر أحياناً وبصورة غير متوقعة ضعف خططه،
مصد اقاً لقوله تعا لى: " انَكَيدَ اَلشًئطَق كاَنَ ضَعِيفَا"] ا لنسا ء: 6 7).
في الفصل الأول من الكتاب (عموميات عن الصراع الفكري) بدأ المؤلف
الحديثَ عن خوف الاستعمار من الأفكار (المجردة) التي لا تتع! ق بشخص
معين، امَا الأفكار المجسدة فيمكن ان يبعدها بقتل الأشخاص أو إغرائهم،
ولكن في الفكرة المجزَدة سيحاول بوسائل اخرى، سوف يدرس نفسيات
المُستعمرين ليرى العملَ المناسبَ لمواجهة الوعي في كل مستوياته.
وبعنوان (حلبة الصراع) يستمزُ المؤلف في تجلية أنواع الصراع الفكري؟
(1)
(2)
(3)
مبارك الميلي: حياته العلمية ونضاله الوطني، ص 53.
جريدة القدس العربي 0 1/ 4 / 4 0 0 2 م 0
انتاج المستشرقين، ص 0 2.
147

الصفحة 147