كتاب مالك بن نبي مفكر اجتماعي ورائد إصلاحي

فالاستعمار لا يكشف عن وجهه صراحةً (1)، ولا يبغي حياة المكافج في ذاتها،
بل يريد تحطيم الأفكار وإبعادها، بل إنَه يشعر بالخسارة عندما يموت المكافج؟
لأن موته حياةٌ لأفكاره، ويضرب المؤلف مثلاً على خفايا الصراع، بتجربة
شخصية؟ فعندما صدرت الطبعة الفرنسية من كتابه (شروط النهضة) نشرت
الجرالْد والمجلات الإسلامية والوطنية تعليقات على الكتاب، منها: أنه مقتبَس
من جريدة باريسية، وانه كتاب يستحق الرضا من الاستعمار. تُرى من أوحى
لهؤلاء بأن يصفوا الكتاب بهذه الصفات؟! ربما يكون بعضُهم بريئاً، ولكن من
يوسوس له ويحزضه وهو لا يدري؟ هنا يأتي دور الاستعمار، ولكن بطرق خفية
يتعخبُ المؤلف نفسُه من مكرها.
كما يضرب مثالاًاَخر حين يذكر اسم مالك بن نبي في مقدمة كتاب مهم
بأنه (مؤلف فرنسي عاش في الشمال الإفريقي واعتنق الأسلام)! وهذا ما يسضيه
مالك (مرآة الكف) اي تسليط الضوء على فكرة ما بألوان تختلف عن لونها
الحقيقي حتى يراها القارى باللون الذي يريده المستعمِر، ومما يساعد على هذا
الصراع الفكري وتشويه الأفكار الصحيحة:
1 - ا لأمية السائدة في العالم ا لأسلامي؟ فالشعب يجهلُ قيمةَ الأفكار.
2 - القيادة السياسية في العالم الأسلامي التي تخشى الأفكار، وتكون
دائماً على حذر منها.
وفي فصل اَخر حول اساليب الاستعمار يقول المؤلف: "إذا كان
الاستعمارُ هو الشر مجشَماً على الأرض؟ ف! نَ السؤال: الماذا هذا الشر موجود؟)
(1)
بعد سقوط الاتحاد السوفييتي كشف الاستعمار الجديد (أمريكة) عن وجهه
صراحة، فاصبح يسفي ما يقوم به (احتلالاَ) ولا يتستَر كما كان يفعل الاستعمار
القديم الذي يستعمل مصطلحات: (الانتداب) و (الوصا ية).
148

الصفحة 148