لا يفيدنا في صراعنا معه؟ فهذا شيء خارج نطاقنا، ولكن السؤال المهم هو:
لماذا -نحن المسلمين -معزَضون بالخصوص لهذا الشر؟ إن نتائج السؤال الأول
مدمرةٌ في سلوك الفرد الذي إما أن يكونَ في حالةِ ثورة وغضب دائمين، وهذا لا
يجعل الصورة واضحة أمامه، أو يرى هذا الاستعمار وكأنَ الئعَم كلَّها بيده،
ولذلك يتذلَل له في خنوع (1). والاستعمار يعلم هذ 5 النفسيات، ويرسم سياسته
على هذا الأساس ليحولَ بين الفرد ووعي المشاكل القائمة.
ان مشكلة الفرد المسلم بالنسبة لهذا الصراع هي أنَّ سلوكه ليس طبقاً
لمقاييس يحذدها هو، بل ردود افعال، والاستعمار يضغط عليه كي يرفعَ من
توتره كاللاعب الإسباني في حلبة مصارعة الئبران، كلما أكثرَ من إظهار الرداء
الأحمر كفَما زاد الثور هباجأ، هكذا بتصرت المسلم نصرفات غبر صحيحة،
ويصبح كأنه منبوذ القرن العشرين؟ فهو امَا مُتَّهَم او منهِم، وهذا يؤدي إلى عزله
عن المجتمع الدولي، وأن يكون له شهود وحضور.
يحاول الاستعمار صرت امكاناتنا الفكرية في معارك وهمية كالمعركة
التي خاضها جمال الدين ا لأفغاني وتلميذه محمد عبد 5 ردأ على كتابات (رينان)،
و (هانوتو). لم بتجه الفكر الى التخطيط للمستقبل، بل للدفاع عن تهم يطلِقُها
رينان وآمثاله. ان ا لإسلام - برآي المؤلف - يملك حصاتمه من نفسه، والمهم هو
تعليم المسلمين كيف يدافعون عن آنفسهم.
وششمر المؤلف في عرض نماذج اخرى من الصراع؟ فا لاستعمار لا يجمد
على وسيلة واحدة، بل تتنوع وسائله بشكل دائم؟ فعندما ظهرت جبهة وطنية
معادية للاستعمار في الهند ف! ن مراصد الإنكليز كانت على علمِ بهذ 5 الحركة،
(1)
كما هو واقع بعض الناس الذين يفولون: إن أمريكة قوة لا تقهر ويجب أ ن
نخضع لها.
149