كتاب مالك بن نبي مفكر اجتماعي ورائد إصلاحي

بوعودهم وعهودهم (1).
وبعد أن احتلوا مدينة الجزائر، سارع الجنود إلى حي الفصبة، يبحثون
عن الكنوز التي سمعوا بها، وراح الماريشال (كلوزيل) ينهب عشرات
الهكتارات من الأراضي الخصبة بعد أن قتل أصحابَها أو نفاهم عن بلادهم (2).
يقول مالك بن نبي في وصف حالة الجزائر: " مزارعون فقدوا صنعتهم؟
فلم يعد لهم مكان في حقولهم بعد أن طردهم الاستعمار، واستولى على
أراضيهم، وصفى ما تبقَى من ثروات لدى عائلات قسنطينة العريقة في
برجوازيتها، وكانت جريدةُ (الإقدام) (3) تكشِفُ عمليات استغلال الفلاح
الجزائري " (4).
كان المستعمر الفرنسي في مقابل منع المدارس العربية، يسهّل استخراجَ
رخص لفتح المقاهي والحانات، ويمنع المسلمين احياناً من فريضة الحج
باعذار واهية، كانتشار الأمراض في منطقة الحجاز.
كانت الجزائر قبل الاحتلال الفرنسي فيها بقيةٌ من قوة، وبقية من ثراء،
وكان للعلماء فيها دورٌ كبيرٌ، وفي الجزائر العاصمة كانت هناك عشرات
المدارس، وكل قرية كانت مزؤَدةً بمدرستها قبل الاحتلال، وأما اقتصادها فقد
كان مزدهراً حسب الوثائق التاريخية (ْ).
يقول الشيخ الإبراهيمي: "ورغم فساد الإدارة (قبل الاحتلال) وانفصام
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
هذا طبيعي ومتوفع، ومن يدرس تاريخ العلاقات الإسلامية الأوروبية يعلم
ذلك.
حمدان خوجة، المراَة، ص 8.
التي كان يصدرها الأمير خالد، حفيد الأمير عبد القادر الجزائرىِ.
مذكرات شاهد للقرن، ص 4 5 - 93.
المرآة، ص 6، والكلام نقلاَ عن ميشال هابار في كتابه (قصة نكث العهد).
15

الصفحة 15