كتاب مالك بن نبي مفكر اجتماعي ورائد إصلاحي

ومن المؤكَد أن رئيس وزراء بريطا نية (تشرشل) قد سمع محاضرة ا لسير (ها لفور د)
عن القاعدة الجغرافية للتاريخ، وكان لا بدَ من حل لمشكلة الهند خاصةً بعد
ظهور الصين الشيوعية، ولا بدَ من بناء سذ للحد من انتشارها، ولكن بريطانية
في الوقت نفسه لا تريد أن تبرزَ في آسية قوةً كبيرةً مثل الهند، ولذلك وافقت
وشجَعت انفصال باكستان (بشطريها) وكان هذا الانفصال سداً إَخر في وجه
انتشار الإسلام في الهند، ولكنَ النزعة (الذرية) (1) عند المسلم لا تسمج له
بتصور القضية في جميع أبعادها ولا بجمع عناصرها في عملية ذهنية واحدة.
إن وجهة نظر مالك في هذه القضية لها أهميتها واعتبارها، وهناك من
يشاطر 5 الراي من علماء مسلمي الهند وزعمائهم، ولكن ألاحظ أن مالكاً بالغَ
في الرد وشدَدَ على المسلمين الذين فضَلوا الانفصال، وطإلبوا بدولة مستقلة،
ولا يذكر أبداَ تعضمبَ الهنادك ونظرتهم القومية، وربما كان إعجابه بشخصية
غاندي ونهرو من بعد 5 قد غطَى على النظرة الموضوعية، وأبعدته عن وضع
القضية في موضعها الصحيج بظروفها وملابساتها، بينما نرى أنَ الشيخ أبا
الحسن الندوي - رحمه الله - رغم معارصة لفكرة التقسيم، لأنَّه يرى أنَّ هذا
التقسيم سيفقد المسلمين نفوذهم السياسي وتأثيرهم الديني، ولكئه يذكَر ضيق
صدره اكثرية من سكان البلاد (الهنادك) وقصر نظرهم وموقفهم المتعصّب
العدائي من المسلمين، ويضيف: "كنا ننصف ذلك الفريق الذي كان يريد قطعة
من الأرض حيث يقوم المسلمون بتجربة حياة إسلامية حرة " (2).
يُنهي المؤلف كتابه بهذه العبارة: "إننا أنهينا هذا العرض ولم نقل فيه إ لا
جزءاَ بسيطاَ مما تفممنته تجربة شخص" ويعتذر عن عدم الإطالة؟ لأنَ
الأشخاص الذين تعرَف عليهم ما زالوا على قيد الحياة، وهناك حقائق لا يملك
(1)
(2)
انظر تعريف هذا المصطلح في بداية عرضنا لكتاب وجهة العالم الإسلامي.
في مسيرة الحياة: 1/ 2 0 2.
150

الصفحة 150