النطق بها إ لا مَنْ واراه التراب، وهناك أقوال لا تُقال في كلِّ الظروف (1).
لا شذ أنَّ المؤلف خبير بخفايا الاستعمار، وقد اجاد في تنقيبه وتحليله،
خاصة وقد عانى منه شخصياً، ومع هذ 5 الإحاطة بالموضوع، إلا أننا نلاحظ أنَّ
بعض المواقف كان فيها شيء من الحساسية (2) كالمثال الذي ذكره: "حينما
يرسل كاتب مقالة في موضوع اجتماعي يتصل بتوجيه الحياة السياسية، فإذا بنا
نرى الصحيفة العلمية الدينية تجزئ المقال المذكور إلى نصفين؟ فتنشر النصف
الأول، ثم لا تنشر النصف الثاني إلاّ بعد اسابيع، أي عندما لا يبقى أثر في
الأذهان لما نشر في الأول، ولا يبقى للقارئ فرصة ليشعر بوحدة الموضوع " (3).
هذه امور قد تقع في المجلأت، وربما تخطئ المجلة في عدم تقدير المقال،
ولكن من الصعب ان يكون الاستعمار وراء تجزئة مقال 0
وكذلك نلاحظ أنه مع عمق مالك في تحليل مشاكل العالم الإسلامي،
ولكنه يأتي أحياناً بأشياء تناقض هذا العمق، مثل اعتباره ثورة يوليو (952 1 م)
في مصر من اهم الحوادث بالنسبة للصراع الفكري، وأنها شرارة كهربائية
انطلفت في وعي البلاد العربية (4) والعالم الإسلامي. والحقيقة أنَّ عبد الناصر
حوَل هذه الثورة إلى ديكتاتورية عسكرية تتخئط في أعمالها بين الاشتراكية
والفومية العربية، ولم تقم بإصلاح كبير على شتى المستويات.
(1)
(2)
(3)
(4)
! ر! مم!
الصراع ا لفكري، ص ه 2 1.
اكد لي الدكتور عدنان زرزور حفظه الله هذه الحساسية عند مالك، والدكتور
عدنان التقى بالمؤلف في دمشق اثناء زيارته لها.
الصراع الفكري، ص 96.
المصدر السابق، ص 2 2.
151