7 - المسلم في عالم الاقتصاد (1)
هذا الكتاب من مؤلفات مالك في الفترة الأخيرة من حياته بعد أن عاد إلى
الجزائر واستقرَ بها. ومن الطبيعي أنَ أيَ كاتب - وخاصةً مَنْ كان بعمق ابن نبي-
يزداد خبرةً مع الزمن وبعد كل إنتاجه السابق، فيأتي كتابه هذا خلاصةَ رأيه في
معضلةِ من معضلات البثرية، ليضعَ للمسلم خطوطاً عريضةًامام التحدّيات
التي تواجهه؟ فالكتاب ليس من أهدافه تقديم نظرية متكاملة في الاقتصاد
الإسلامي، بل لتخليص الفكر الإسلامي من العقد التي تستولي على اجتهاده في
مجال الاقتصاد، وفك القيود التي وضعتها أفكارٌ اجنبيةٌ على اجتهاد المسلمين
في هذا المجال، وتمرين الفكر الإسلامي على حرية التصرف أمام معضلات
الاقتصاد.
في مقدمة الكتاب دراسة نفسية للمسلم أو لمأساة المسلم في عالم
الاقتصاد؟ فهذا المسلم الذي استسلم لتقليد الحاجات الواردة والوسائل
المستوردة كيفما اتفق له، أصبح لا صلةَ له بعالم الإنتاج الذي يرعى حقه، ولا
عالم الاستهلاك الذي يرعى حاجته، وليس هذا فحسب، بل أصبح مقفَداً
للأفكار أيضاً؟ فهو إفَا ان يتَجه إلى ليبرالية (آدم سميث) أو مادية (ماركس)،
وصاحب الاتجاه الثاني لا يبإلي بعقيدته، وينحاز لنظرية اقتصادية معينة،
وصاحب الاتجاها لأول ينحاز إلى الليبرالية؟ لأنَه يريد تجنب (المادية
والإلحاد).
(1) طبعة (985 1 م) الصادرة عن دار الفكر -دمشق.
152