كتاب مالك بن نبي مفكر اجتماعي ورائد إصلاحي

وهنا تبرز المشكلة؟ لأن المسلم في هذه الحالة يحاول التوفيق بين
الإسلام والراسمالية، بينما كان عليه أن يوضَلَ طريقاً آخر، طريقاً نابعاً من أسس
إسلامية، وأن يخلِّي ذهنه من الإضافات المذهبية سواء في أصل النظرية أم في
تطبيقها.
في الجزء الأول من الكتاب، وتحت عنوان (صورة العلاقات الاقتصادية
الراهنهّ في العالم) يرى المؤلف أنَ (المعنى الاقتصادي) لم يظفر بنفس النمو
الذي ظفر به الغرب، وبرى انَ من المعوقات التي أبعدت المسلمين عن بلورة
نظرية اقتصادية كما بلور الغرب (الرأسمالية) هو تأثيرُ فكرة الزهد الشرقي كمثلٍ
اعلى يسعى إليها الإنسان، وكذلك عدم استخدام الزمن في تنظيم الإنتاج،
وبذلك نعلم لماذا توهمت بعضُ البلدان أنَ باستطاعتها تحقيق استقلالها
ا لاقتصادي عن طريق ا لاستشارات من ا لخارج، كما فعلت ا ندونيسية عند ما طلبت
استشارة الاقتصادي (شإخت) الذي نجح في النهوض بالاقتصاد الالماني،
ولكنه لم ينجج في النهوض باقتصاد أندونيسية؟ لأنَ النهضة الاقتصادية لا تكون
بالمال فقط، بل بالإمكان الاجتماعي؟ فألمانية أعادت بناء اقتصادها بعد الحرب
الثانية دون أفي سلطان مالي، ومساعدات امريكة لها (مشروع مارشال ا ليس هو
المحرّض الرئيس. والدول في العالم الثالث تظن آنً النهضة ب (المال) فتستقرض
من الخارج وتزداد مصيبتها، و (شاخث) نجح في المانية؟ لأثه وضع مخططه
على اساص معادلة الفرد الألماني، والتجربة في آندونيسية بنيث على اساص
معادلة الفرد الأندونيسي، هذا رغم خصوبة الأرض وكثرة السكان، وليس
الاختلاف (العرقي) هو سبب نهضة ألمانية؟ فاليابانيون يختلفون عرقياً عن
الألمان، ولكنهم نجحوا نجاحاً باهراَ. الاختلاف هو في درجة المعادلة
الاجتماعية التي تحدد درجة فعالبة الفرد آمام المشكلات. ففي البلدان المتخففة
لاحظ المؤلف من خلال مدينة جزا ئرية ان نسبة ميزانية الضروريات إ لى ا لكما ليات
هي (5 %) إلى (95 %)، وربما تكون هذه النسبة هي نفسها في بلادِ اخرى.
153

الصفحة 153