البلاد الإسلامية بحاجة إلى التوظيف الكامل لمواردها البشرية والمادية،
لماذا ارادب الوصول إلى مرحلة التصنيع فإنَ هذا لا يكون إلاّ بالاعتماد على
الزراعة والموارد الأولية الخام، وهذان هم! ثديا الاقتصاد الإسلامي. يجب
على المسلمين الأ يفعوا في فخ المسفمات المعلنة التي تضطرهم للاختيار بين
الراسمالية او الاشتراكية (الشيوعية) او التي تقول: إنَ النشاطَ الاقتصادي لا
يمكن دون تدخل (المال)، عندما يختار المسلم الرأسمالية فإنَه لا يصطدم
بابحاثها بل بشروطها أيضاَ، وعندما يحاول تخليص الراسمالية من الربا فكأنه
يحاول تخليص جسد من روحه، وفي الاختيار الثاني سيصطدم بما يخالف
الفطرة والفقه الإسلامي ايضاً، والمجتمعات الشيوعية ستنهار كما إنهار مجتمع
القرامطة في ومضة بصر (1). وأما انتظارالمال من الخارج، فهذا إن أتى فسيكون
ورطة سياسية.
إن القيمة الأولى في نجاح أي مشروع اقتصادي هي الإنسان، ليس
الاقتصاد انشاء بنك وتشييد مصنع، بل هو قبل ذلك تشييد انسان، وتعبئة
الطاقات ا لاجتماعية في مشروع تحركه ارادة حضارية.
وفي فصل بعنوان (الأساس الأخلاقي لعمليتي الأنتاج والتوزيع) يقول
المؤلف: من طبيعة المادة إذا تحزَكت أن تتبع أيسر السبل؟ فا لماء لا يجري من
اسفل إلى اعلى إلأ إذا سفطنا عليه ضغطاً، والمسلم عندما يطالِبُ بحقوقه إنما
يتبع طريق السهولة الذي سيؤدي إلى تحقيق بعض الرغبات الرخيصة؟ ولذلك
يجدر بنا ان نلاحظ الترابط بين القيم الاقتصادية والقيم الأخلاقية، هذا الترابط
الذي اهملته الراسمالية، بينما نرى الرسول ط عندما جاءه متسؤَلٌ لم يعطِه من
الصدقات، بل اشار عليه ان يذهب فيحتطب ليأكل من عمل يده، لقد حلَّ
(1)
صدق حدس المؤلف، وانهار الاتحاد الوفييتي في ومضة بصر لم يتوقعها
احد.
154