كتاب مالك بن نبي مفكر اجتماعي ورائد إصلاحي

الرسول لمج! المشكلةَ على أساس الواجب وليس على أساس الحق 0 وكما قال
جمي!: " اليدُ العليا خَيْر مِنَ الي! السُفْلَى ".
فإذا انتقلنا إلى عالم الاقتصاد وطبَقنا عليه مفهوم الحق والواجب تكون
معادلته أن يفيضَ الإنتاج على الاستهلاك، وهذا لا يتأتَى إلاّ بتحويل طبائع
الناس.
ويختتم المؤلف كتابه ببيان أهمية الاقتصاد، وضرورة التكامل بين الدول
العربية والإسلامية، لىذا كان الاستعمار لم يَبْقَ له مجال للسيطرة العسكرية (1)؟
فإئه يعوض ذلك بالسيطرة الاقتصادية التي تخوّله البقاء في مناطق نفوذه
السابقة، بل تحوله إ لى نفوذ لا يقابل بالرفض، بل بالقبول والرضا والتعاقد (2).
إن السوق الأوروبية المشتركة هي في الظاهر من أجل الصمود في وجه
الاقتصاد الأمريكي والياباني، ولكنّها في الواقع من أجل الزحف الاقتصادي
على مناطق الحضور الأوروبي سابقاَ؟ فهل يستطيع وطن بمفرده مواجهة هذه
التكتلات، ومواجهة الضرورات الداخلية والخارجية؟.
إنً شروط التكامل الاقتصادي لا تتوفر إ لا في بلاد محدودة مثل أمريكة،
ولكن الأوطإن الأخرى تستطيع بالتكامل الاقتصادي مواجهة الظروف الدولية.
والعالم العربي يتمتغ بإمكانات اقتصادية كبيرة إذا تكاتفت العقول والأيدي
والأموال والمجتمعات الإسلامية، وهي أجدر من يحقَقُ للإنسان التجربة التي
تعيد إ لى عالم الاقتصاد أخلاقيته، وتتلافى انحرافات الراسمالية والماركسية.
(1)
(2)
كان هذا في بداية السبعينيات، ولكنه عاد الآن بعسكره أيضاً واحتل العراق
وافغانستان.
انظر هرولة بعض الدول العربية إلى البنك الدولي الذي يقيدُ حُريتها، وهرولة
بعض الدول للدخول في منظمة التجارة العالمية، ورئما تكون مصلحتها -كقوة
اقتصادية صغيرة - عدم الدخول في هذه المنظمة.
155

الصفحة 155