كل فرد منها، والتعاون بين الدولة والفرد على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي
والثقافي هو العامل الرئيس في تكوين سياسة تؤثر في واقع الوطن " (1)، وإذا لم
يكن هذا الانسجام بين الفرد والدولة؟ فالنتيجة عزل الدولة عن المجتمع، أ و
بالأصح تصبح الدولة ضد الأمة.
إنَ الفردَ يمكن ان يضخي ويتعاون إيجابياً مع الدولة عندما تكون منسجمةً
مع عقيدة هذا الفرد وهويته وحضارته، ويكون هناك ثمن للجهد، وعندئذٍ
يستطيع المسلمون الصمود، ويصبح الإسلام الحصن الذي تحبَطُ تحت أسواره
جميعُ المحاولات التي تستهدت استلاب الشخصية الإسلامية. ويستمر المؤلف
في فضح ما يسمّونه السياسة هو في الحقيفة (بوليتيكا) أي التهريج والدجل
وخداع الناس بالألقاب والمشاريع الخُلبية، وتمجيد (الزعيم) الذي يقوم
بالبطولات المزيفة. "يجب علينا أن نثري مفهوم السياسة بما نستطيع من
ملاحظات هي في صلب الحياة، ويجب علينا تحديد السياسة بأكثر ما يمكن من
الوضوج " (2).
ومن خلال هذا الفهم للسياسة، كتب المؤلف عن قضية فلسطين مشيراً
إلى الجهل الفاضح للقيادات العربية يومها عندما كان باستطاعتها أن تعلن إنشاء
دولة فلسطين بعد انسحاب الإنكليز مباشرة؟ لأنّ انسحاب الإنكليز المفاجئ
عام (1948 م) لا بدَّ أن يكون وراءه مكيدة مدبّرة لأهالي فلسطين وللمنطقة
العربية؟ فالعرت الدولي يقضي بأنَ المحتل لا يغادِرُ المكان قبل تسليم ا لسلطات
إ لى حكومة محلية.
واما تقدير العرب يومها للقوة العسكرية عند العدو فقد كان أيضاً مبنياً
على أوهام؟ لأن المنظّمات الصهيونية الإرهابية كانت مدزبة ومسثحة بشكل
(1)
(2)
ا لمصدر ا لسابق، ص 0 7 - 1 7.
ا لمصدر ا لسابق، ص 87.
159