العلائق بين الحاكم والمحكوم، كانت قوة الجزائر مرهوبةً عند خصومها
اللاتينيين، حتى إن بعضهم يستعدي الجزائر على بعض، ويستقرض المال
فتقرضه. . . " (1).
2 - مقاومة ا لاحتلال:
لم يسكت الجزائريون على هذا الاحتلال وهذا الظلم، وشهدت الجزائر
مقاومةَ بطولية، وكانت البداية في الغرب الجزائري بقيادة الأمير عبد القادر بن
محي الدين المختاري (1807 - 1883 م)، وقد انتصر على الفرنسيين في عدة
معارك مثل معركة (خنق النطاح) و (برج رأس العين) غربي مدينة وَهْرَان، وغيرها
من المعارك المشهورة، وقد بايعه على الجهاد أهلُ الغرب الجزائري، فاتّخذ
عاصمة له مدينة (معسكر) ورتب ا مور الإمارة، فضرب نقوداً سفَاها المحمدية،
وأنشأ مصانع للسلاح، عاهد فرنسة على وقف القتال فنقضت المعاهدة، فنهضَ
إ ليها مرة ثانية حتى عام (847 1 م)، وكان بدء القتال عام (832 1 م)، ثم اضطر إ لى
ا لتسليم لظروف داخلية وخا رجية (2).
كما قادَ المقاومةَ في الشرق الجزائري الباي أحمد، باي قسنطينة من قِبَل
السلطة المركزية في الجزائر قبل الاحتلال. قاد ا لباي المقا ومةَ في جبال الا! وراس
المنيعة، وخاض معارك كثيرة ما بين (1837 - 1848 م)، ولكئه استسلم في
ا لنهاية، لانحصاره في منطقة صغيرة، وتمكن الفرنسيون من اجتياح ا لأ ورإس.
لم تنقطع المقاومة بعد عبد القادر، واستمزَت المناوشات والثورات
(1)
(2)
الاَثار ا لكاملة: 5/ 7 1 1.
نُفِيَ الأمير بعدها إلى مدينة (طولون) في فرنسة، وزاره نابليون الثالث، وأفرج
عنه مشترطأ عدم العودة إلى الجزائر، ورئب له ولأسرته مبلغأ من المال، فزار
بارشى واستانبول، ثم استفر في دمشق إلى حين وفاته عام (1883 م)، ومن
آثاره العلمية: (ذكرى العاقل وتنبيه الغافل) في الحكمة والشريعة و (المواقف)
في التصوف، و (المفراض الحاد لقطع لسان الطاعن في دين الإسلام من اهل
الإلحاد). وله ديوان سعر.
16