كتاب مالك بن نبي مفكر اجتماعي ورائد إصلاحي

كبير. واما (هيئة الأمم) التي يلجأ إليها الضعفاء فقد أصدرت حكمها، فأدانت
شعب فلسطين، ولم تُدِن قنابل النابالم الصهيونية "وهكذا ينتهي بالنسبة إلينا
اسبوع الغثيان، وحكمت هذه المنظمة على نفسها بأنها تتنكر لأبسط قواعد
العدالة " (1).
وفي الجزء الأخير من الكتاب تحذَث المؤلف عن الاقتصاد، وهو
موضوع يحوز على اهتمام المؤلف ومشاكل الجزائر والعالم العربي، كيف
نستخدِمُ ثرواتنا، كيف نقف على (فضة) ونظنها صخراً؟ ويتكفَم دائماً عن
الإقلاع الاقتصادي، ويؤكد على الزراعة أولاَ حتى نطعمَ العمال، وينتقد
الاستثمار المالي الكلاسيكي الذي يعتمد منذ الخطوة الأولى على (قوة الشراء)
ويدعو إلى الاستثمار الاجتماعي الذي يعتمد على (قوة العمل).
يجب ان تتحرر البلدان من عقد الشراء والتكديس حتى تتحرر اقتصادياً،
وحتى الاستثمار المالي قد يستعمل في أبواب تافهة كنصب تمثال لزعيم في
عاصمة من عواصم العالم الثالث. إن التخفف الافتصادي لا يُعزى إلى التفجر
السكاني، بل إلى ضعف الاسنثمار الاجتماعي.
وطالما لم تقم البلدان المعنية بهذا الاستثمار الاجتماعي ومن أجل
تحررها النفسي - الثقافي؟ فإن تحررها الاقتصادي يصعب بل يستحيل، وهكذا
يصبح الغني يموت جوعاَ؟ لأنه لا يحسن التصرف بما اَتاه الله؟ بينما هذه القدرة
عظيمة في العالم الثالث.
فالتنمية لا تُشترى من الخارج بل نُصنعُ في المكان نفسه (2).
***
__________
(1)
(2)
المصدر السابق، ص 4 1 1.
المصدر السابق، ص 172.

160

الصفحة 160