كتاب مالك بن نبي مفكر اجتماعي ورائد إصلاحي

ومن الزعماء البارزين في هذه الفترة الشيخ محمد بن رحال (1861 -
928 ام) من بلدة (ندرومة) في مفاطعة وهران، وهو زميل الأمير خالد في
المجلس المالي الجزالْري، دافع عن حقوق الجزائريين أمام البرلمان الفرنسي،
وشارك في المؤتمر الحادي عشر الذي عفده المستشرقون، والقى محاضرة
قئمة بعنوان (مستقبل الإسلام)، وفي عام (2 1 9 1 م) ألَفَ وفداً من أعيان الجزائر
الجزائر للمدافعة ضد قانون التجنيد الإجباري.
ومن الشخصيات التي تنسى عادة في التأريخ للحوادث والبلدان، وهم
الذين يسمونهم (الجنود المجهولين) اولئك الذين يقدمون خدمات كبيرة،
ولكنَهم ليسوا من السياسيين أو العسكريين، إئه الحاج عبد الرحمن القينعي،
كان من كبار التجَار المتمولين. وممن أنقذ الله على يديه أُسراً جزائرية كثيرة من
الفقر المدقع، وكان كثير الاهتمام بالمساجد وروادها وقرّاء القراَن الكريم، مع
أئه كما يُوصَف بأنه كان مقترأ على نفسه، متقشّفاً، حتى وُصِف بالبخل، ولكنّه
بتاريخ (7 1 من شهر رمضان 77 2 1 هـ= 9 2/ 3/ 1 86 1 م) أوقف سائر ممتلكا ته
وجمع ثروته وكل ما سيملكه بعد هذا التاريخ على فقراء عاصمة الجزائر من
المسلمين؟ كان ذلك امام المحكمة ورجال القضاء، ولم يجعل لاولاده
وزوجته من هذا الوقف إلا الثيءَ اليسيرَ الذي يتبلغون به.
والحاج القنيعي من مواليد (البُلَيْدَة)، وتوفي بها عام (1868 م - رحمه
الله - (1).
(1)
ثانوياتها، ودخل الكلية العسكرية بباري!، ورفيَ إلى رتبة (قبطان)، وفي عام
(0 92 ام) استقال من الجندية الفرنسية، وانصرف إلى مجال! النيابة للدفاع
عن حقوق المسلمين. أُبْعِدَ عن الجزائر عام (922 ام)، عاد إلى فرنسة عام
(924 ام)، وأسس منظمة (نجمة شمال إفريفية)، اُبعد مرة ثانية إلى دمشق،
وتوفي بها عام (936 1 م) 0
انظر في ترجمته: عبد الرحمن الجيلالي، تاريخ الجزائر العام: 4/ 485.
18

الصفحة 18