3 - جمعية العلماء المسلمين:
وفي هذ 5 الفترة كانت الإرهاصات لأعظم عمل قام في الجزائر في العصر
الحديث، ألا وهو تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، والتي سيكون
لها دور كبير في نهضة الجزائر العلمية، وفي استعادة الهوية العربية الإسلامية.
وعندما تأسست الجمعية عام (349 اهـ= 931 ام) كان قد مضى قرن
كامل على احتلال فرنسة للجزائر، ولكن بدايات التأسيس كانت عام (913 1 م)
في المدينة النبوية، حين التقى الشيخ عبد الحميد بن باديس (1) بالشيخ محمد
البشير الإبراهيمي (2)، يقول الأخير: "كنا نؤدي صلاة العشاء كل ليلةٍ في المسجد
النبوي، ثم نخرجُ إلى منزلي، فنسهر مع ابن باديس إلى اَخر الليل، ثم نعودُ
لنكونَ أول الداخلين إلى المسجد النبوي لصلاةِ الصبج، وكانت هذه الأسمار
المتواصلة تدبيراَ للوسائل التي تنهضُ بها الجزائرُ، ووضع البرامج المفضَلة
لتلك النهضات الشاملة " (3).
عندما رجع الشيخ ابن باديس من رحلته العلمية إلى تونس ودراسته في
(1)
(2)
(3)
ولد في مدينة قسنطينة عام (308 اهـ= 1889 م) من أسرة مشهورة بالجاه
والعلم، درس على الشيخ حمدان الونيسي، ثم ارتحل عام (908 ام) إلى
تونس للدراسة في جامعة الزيتونة، والتقى هناك بكبار علمائها: الطاهر بن
عاشور، محمد النخلي البشير صفر، أسس جمعية العلماء، يُعتبرُ باعثَ الحركة
الإصلاحية في الجزائر، ومن كبار العلماء العاملين.
من ابرز قادة الحركة الإصلاحية السلفية في الجزائر، نائب رئي! جمعية
العلماء، ثم رئيساَ لها بعد وفاة ابن باديس، عالم بالأدب والتاريخ واللغة، ولد
في قرية تابعة لمدينة اسطيف (889 ام)، وتوفي عام (965 ام)، طبعت اَثاره
الكاملة في خمسة مجفدات بإشراف ولده وزير الخارجية الجزائري السابق
الدكتور احمد طالب ا لإبراهيمي.
تركي رابح: عبد الحميد بن باديس، ص 172.
19