الزيتونة، وبعد رحلة إلى الحجاز والشام استقزَ في مدينته قسنطينة، وبدأ
بدروس التفسير في مساجدِها، وبعد رجوع الإبراهيمي من المشرق، استقزَ
الأمرُ على تأسيس جمعية العلماء، واستقزَ الأمرُ على أن تكونَ من مهام الجمعية
تخليصُ الأمة من العقائد الفاسدة، والبدع التي طال عليها الزمن، ومحاربة
الاستعمار الفرنسي بشتى الوسائل المناسبة. وقد تأخر تأسيس الجمعية إ لى عام
(1931 م)؟ لأنَّ الشيخ ابن باديس كان يتطلَّع إلى مشاركة جميع العلماء الذين
يؤمنون بالإصلاح، وهذا يتطفَبُ جهوداً كبيرة، وقد استجاب أتحر علماء
الجزائر لهذ 5 الدعوة، وكانت تجربةً رائدةً ناجحةً، وفي صباح (17 ذي الحجة
349 اهـ، الموافق 5/ 5/ 931 ام) تئمَ الاجتماع في نادي الترقي بالعاصمة
الجزائر، وكان عدد المجتمعين اثنين وسبعين من العلماء وطلبة العلم، واخمِيْرَ
الشيخ ابن باديس رئيسأ، والشيخ الإبراهيمي نائبأ للرئيس.
من انجازات الجمعية: قامت الجمعية بأعمال كبيرة وجليلة تستحق الثناء
وا لتقدير:
فقد كان لها دورٌ كبيرٌ في إحياء المفاهيم الإسلامية الصحيحة ومحاربة
الخرافة والشعوذة، ومحاربة المتاجرين بالدين، الذين يتعاونون مع العدو.
ورفعت شعارأ لها قوله تعالى: " إِدث اَدئَهَ لَا يُغَترُ مَا بِقَوْوٍ حَتَئ يُغَثِرُوا مَا بِأَنفُسِغ مهو
أ الرعد: 1 1).
ومن انشطتها البارزة إحياء اللغة العربية بعد أن كادت أن تَدْرُسَ، فأنشأت
المدارس الأهلية الخيرية؟ حيث بلغ عددها عام (948 ام) حوالي (140)
مدرسة، وفيها آلاف الطلبة والطالبات.
كما انشأت الجمعبة المجلات العلمية والتربوية لإيقاظ الوعي
الإسلامي، مثل: (الشهاب)، و (البصائر).
20