في وسط هذ 5 العائلة المفرطة في الفقر عاش الطفل في تبسّة، وقد سمع
من جدّته لأمه أقاصيص عن العمل الصالح وثوابه، وعمل السوء وما يجر من
عقاب؟ إئها نموذج الأسر العربية الإسلامية، التي لا يزالُ فيها النبلُ والصبرُ
والتضحيةُ الكبيرة.
كانت والدته تعمل فوق طاقتها لتسدَدَ ما يريدُه الطفل من نفقات
المدرسة. إئه "التشثثُ بالرصيد التاريخي الأصيل، وبهذه التقاليد، وهذه الروح
استطاعت البلاد أن تعودَ لصياغة تاريخها من جديد" (1).
اهتصت الأسرة بتعليم الطفل، فأرُسِلَ إلى المدرسة الحكومية
(الفرنسية)، وفي الوقت نفسه ارسِلَ إلى المدرسة القديمة لتعثم القرآن، وكان
الفارِقُ كبيراَ في طرق التعليم بين المدرستين (2)؟ مما جعل الطفلَ ينفرُ من
المدرسة القديمة، ويتغتبُ عنها كثيراَ، مما عرَّضه للعقاب من المعفَم ومن
والد 5، وهذا زاده ابتعاداَ عنها، واقتنع الوالدُ اخيراَ بأنْ يستمزَ الطفلُ في المدرسة
الحكومية، وينقطع عن المدرسة القديمة، ولكن هذين الخطين: المدرسة
الفرنسية، والتراث الإسلامي سيستمران معه في الإعدادية وما بعد الإعدادية.
"أما في قسنطينة فقد أخذتُ أرى الأشياءَ من زاوية المجتمع والحضارة، واضعأ
في هذ 5 الكلمات محتوًى عربياَ وأوروبياً في اَن واحد" (3).
(1)
(2)
(3)
مالك بن نبي، مذكرات ساهد للقرن، ص 20، وسنشير إليه في الصفحات
القادمة ب (مذكرات).
كانت كتاتيب تعليم القرآن وشيئأ من اللغة العربية تُدار بطرق سيئة مثل الضرب،
وعدم نظافة المكان، واستعمال طرق غير صحيحة في التعليم. ومع أنها قدمت
خيراَ في بعض البلدان، إلأ انها كانت تنفر الطفلَ منها، ولسيد قطب -رحمه اللّه
-تجربة في هذا، ذكرها في كتابه (طفل من القرية).
مذكرات، ص 6 3.
23