2 - في قسنطينة: تعزَف الطفل على قسنطينة قبل أن ينتقلَ إليها لإكمال
الدراسة بعد الابتدائية، فجدُه الخضر رجع من ليبية، واستقرَّ في قسنطينة،
وانعقدت صداقةٌ سريعةٌ بينه وبين الحفيد، وكان الجد من أولئك الرجال الذين
يحافظون على التقاليد الجزائرية، وأكثر ما كان يغيظه ظهور طبقة الأغنياء الجدد
بسبب الوجود الفرنسي، كما كان من مؤيدي الثيخ ابن مهنا، أحد رواد
الإصلاح الجزائري، وعندما قررت العائلة إرسال الطفل إلى قسنطينة كان هذا
الجد قد توفي.
لم يُقبل مالك في الكلية (س! س! حلاصا) فقد كان من الصعوبة على طالب من
أبناء المستعمرات أن يُرسَلَ بعد الابتدائية إلى هذه المرحلة. أضف إلى ذلك أ ن
درجة (جيد) التي حصلَ عليها في الابتدائية كانت عائقاً أيضاً، مع ائه كما يذكر
كان يستحق اكثر من (جيد) ولكن الدرجة التي هي أفضل منها أعطيت لطالبٍ
فرنسي. ولكن مالك حصل على منحؤ لمتابعة دروسه في (التكميلية) في
قسنطينة. في مدرسة (سيدي الجلي) (1) إذ يُحضر الطالب خلال سنة أو سنتين
للدخول إلى (المدرسة) (2)، أو إلى (معهد المعلمين)، وهو تعليم يساعِدُ
(1)
(2)
هكذا وردت في مذكرات شاهد للقرن، وعند عبد اللطيف عبادة سيدي جليس.
اضطرب الذين ترجموا لمالك أو كتبوا عنه حول إتمام دراسته الابتدائية،
فالأستاذ شايف عكاسة يقول: "أما دراساته للثانوية فقد تلقاها في قسنطينة،
وبعدما حصل على البكالورية سافر إلى فرنسة ". انظر: الصراع الحضاري في
العالم الإسلامي، ص 7. وأما زكي ميلاد فيقول: "وفي مرحلة الدراسة الثانوية
كان مواظبأ على الحضور لتعفم النحو والشعر" (مالك بن نبي ومشكلات
الحضارة، ص ا 4)، ويؤكد الدكتور عبد اللطيف عبادة أن مالكاًالتحق بمعهد
الدراسات الشرقية في بارش!، قصد ان يتاهل بعد ذلك للدخول في كلية
الحقوق بدون بكالورية (صفحات مثرقة من فكر مالك بن نبي، صه 3).
والذي رأيتُه بعد تمخص هذا الموضوع وبمساعدة الدكتور عبد الحميد=
24