كتاب مالك بن نبي مفكر اجتماعي ورائد إصلاحي

الطالب ليكون: (مساعداً قضائياً) أو (مساعد طبيب). . وفي (المدرسة) يمَعلَّم
الطالبُ الفرنسيةَ والعربيةَ والدينَ، وهذ 5 رغبة والد 5، أن يتخزَجَ مساعدإً
قضائياً.
في قسنطينة رافقه عفه محمود، وقدَّمه إلى المدير المسيو (مارتان)،
وانضئمَ الطالب إلى دروس الشيخ عبد المجيد في العربية، وكانت في السابعة
صباحاَ في المسجد، وكان الشيخ من أعداء الطرق الصوفية، ويتكثم على
تجاوزات الإدارة الفرنسية.
اما المسيو (مارتان) فقد نفَى فيه حب المطالعة، وتذوق القراءة بإعارته
بعض الكتب "فالشيخ من جهة، ومسيو مارتان المعفم الفرنسي كوَّنا في عقلي
خطين حددا فيما بعد ميولي الفكرية " (1).
مكث الطالبُ سنةَ واحدةَ في (التكميلية)، انتقل بعدها إلى (المدرسة)
التي سيمكثُ فيها أربعَ سنواتِ كانت حافلةَ بالقراءة والمطالعة، والتعرّف على
بعضِ مشاكل العالم الإسلامي من خلال النزر اليسير من الكتب والمجلات التي
تصل إلى الجزائر؟ ففي قسنطينة وجد الفرصةَ لمطالعة صحيفة (النجاح) التي
أنشأها شافيٌ عادَ من جامعة الزيتونة في تونس.
وفي هذ 5 الفترة نهل من مناهل الأدب العربي؟ ففي أحد مقاهي قسنطينة
كان الصالون الأدبي يزؤد 5 بفرص الاطغ على شعراء الجاهلية، وشعراء العصر
(1)
الإبراهيمي حفظه الله أن مالكاَ لم يدرس الثانوية (البكالورية (أو (الكلية ا دانَّما
درس (التكميلية) ثم ما يسمَى يومها ب (المدرسة (، حيث تخرج مساعداً
قضائياَ، ثم سافر إلى باريس، يقول في مذكراته: "ومرةَ وجدتُ الفرصةَ سانحةً
للدخول في المدرسة الثانوية، ولكنَ سني أصبحت تمنعني من القبول "، وقد
دخل (التكميلية) وعمر 5 (5 1) سنة.
مذكرات شاهد للقرن، ص 47.
25

الصفحة 25