الأموي، والعصر العباسي، وكذلك شعراء المدرسة الحديثة كحافظ إبراهيم،
وأحمد شوقي، والرصافي، وأبو مإضي، وطالع (أم القرى) للكواكبي،
ومقدمة ابن خلدون مترجمةً إلى الفرنسية، ولكن اكثرَ م! أثر فيه - كما يذكر-
كتاب (الإفلاس المعنوي للسياسة الغربية في الشرق) لأحمد رضا، و (رسالة
التوحيد) للشيخ محمد عبده، يقول: "أنا مدينٌ لهما على كل حال بذلك التحول
في فكري منذ تلك الفترة، كانت هذه الكتب تصخَجُ مزاجي، وحالت دونَ
انجرافي في الرومنطيقية، لقد اصبتُ هكذا عددا لا بأس به من المؤثرات
الموجهة والمعدلة أو المحركة " (1).
وقرا في هذه الفترة أيضاً كثيراً من المؤلفات الفرنسية؟ مثل: (الإسلام
بين الحوت والدب) لأوجين يونغ، و (في ظلال الإسلام الدافئة) لإيزابيل
هارت، وجريدة (الإنسانية) التي يصدرها الحزب الشيوعي، وقرأ كتاب (كيف
تفكر) لجون ديوي الأميركي مترجماً إلى الفرنسية.
وأما في الشان العام فقد بدأ الحديث يدور بين الطلبة عن الأمير خالد
حفيد الأمير عبد القادر وجريدته (الإقدام) التي يدافع فيها عن الشعب الجزائري
والفلاح الجزائري؟ فطلاب المدرسة الذين يعدون انفسهم لدراسة القضاء
الشرعي - وكان مإلك منهم - يشعرون بأنهم حملةَ رسالةٍ قومية، ومع قراءاته
الواسعة في هذه الفترة المبكرة من حياته كان يُسقِط كل شيء يقرؤه أو يسمعه
على احداث بلده، وعلى مستقبل الإسلام "كانت في روحي قوةٌ منبهةٌ تقودُ كلَّ
ما يقع أمام بصري إلى اهتمام مركزي، وكان الإسلام هو ذلك الاهتمام " (2).
والشيء الجديد الذي لاحظه الطالب هو بروز الحركة الإصلاحية التي
يقودها الشيخ عبد الحميد بن بادي!، ومحمد البشير الإبراهيمي، والشيخ
(1)
(2)
مذكر ات، ص 6 6.
المصدر السابق، ص 1 9.
26