ويصؤرُ مالك مأساة تبسة تصويراً دقيقأ: "كنتُ أحسنُ بالمأساة بصورة
قوية في تبسة، حينما رايتُ اخر واحد من عائلة (بن شريف) العريقة يغادِرُ دار
العائلة ليستأجرَ غرفةً صغيرةً في حي المسلخ الفذر" (1).
كما سيلاحظ الطالب في قسنطينة تلك الفئة من المزارعين الذين فقدوا
صنعتهم بعد أن طردهم المستعمر، واستولى على أراضيهم.
بعد التخزج من (المدرسة) قزر مالك ألا يرجع إلى تبسة، وصمم على
الذهإب إلى فرنسة مع صديق له للعمل هناك، وعندما وصل إلى مرسيلية رأى
بؤس العامل الجزائري، وهي صورةٌ أخرى للاستعمار الفرنسي، وكانت وجهته
في فرنسة إلى مدينة اليون)، ولكئه اضطزَ إلى بيع معطفه ليوفر أجرة القطار
ا لذاهب إ لى ليون.
وفي مكان قرب ليون عمل هو وصديقه في مصنع للإسمنت، وتعزَف
على بعض الجزائريين الذين وان ضاق بهم الحال؟ إلأ أنَ سمة الكرم باقية
فيهم. ويعفق مالك: "على الرغم من كل ما أصابَ المجتمع الإسلامي من
انحطاط منذُ امد طويل، فالأسلام قد حفظ فيه الشعور الإنساني في مستوًى لم
يصل إليه العدبد من البلاد المتحضرة " (2). ولم يطل به الأمر في فرنسة ورجع
إلى مدينته الصغيرة (تب! ة).
3 - في اوفلو: كان صعباً على مالك ان يبقى دون عمل، فقرّر أن يعمل
ولو من دون أجر، وهكذا قبلته محكمة (تبسة) معاوناً قضائيأ متطوّعاً. وجاءته
فرصة كي يتعزَف على الريف الجزائري من خلال جولات (باش عدل) ا لمحكمة
لتنفيذ بعض الأحكام القضائية، وفي هذا الريف وجد أنَّ المسلم "قد احتفظ
(1)
(2)
مذكرات، ص 3 1 1.
مذكرات، صا 5 1.
29