ومرحلة العمل والتأليف والحوارات. ومن المعا لم البارزة في هذه الفترة:
1 - تعرّفه على الطلاب العرب في الحي اللاتيني: تعزَف على صالح بن
يوسف من تونس، ومحمد الفاسي من المغرب، وفريد زين الدين من سورية،
وتابع نشاطَ الأمير شكيب أرسلان في صحيفته التي تصدر بالفرنسية من سويسرة
(الأمة العربية). وكان مالك من مؤيدي وحدة المغرب العربي، ومن مؤيدي
الإصلاح الجزائري (جمعية العلماء)، ولكته لاحظَ من خلال اختلاطه بالطلاب
العرب أنَ (النخبة الإسلامية قد استولى عليها حث الظهور في المراتب
السياسية) (1). ولكن الطالب الذي سيلتقي به مالك في باريس، ويكون له الأثر
الواضح في توجهاته هو صديقه القديم (حمودة بن الساعي)؟ لقد وجد نفسَه
وابنَ الساعي في مشربِ واحدِ فيما يخمق دورَ الإسلام في النهوض بالشعوب
الإسلامية. وابنُ الساعي طالمب متخصصٌ بالدراسات الفلسفية، ويتمتعَّ بثقافة
إسلامية واسعة. وبصحبة ابن الساعي اهتتمَ مالك بالفلسفة وعلم الاجتماع
والتاريخ أكثر من اهتمامه بمواد اللاسلكي، وكانت جلساتٌ ومناقشاتٌ في كل
أسبوع في منزل مالك، وكانت متنوعة في علم السياسة والعلم والدين
والاجتماع.
ويعترف مالك بأته "مدينٌ لحمودة بن الساعي باتجاهه ككا تب متخصص
في شؤون العالم الإسلامي! (2) وإن لم ينجز بمشاركته أي مشروع علمي " لا!
(1)
(2)
ا لمصدر ا لسابق، ص 28 2.
ولد حمودة بن الساعي عام (902 ام)، درس فى جامعة السوربون، ودزَس
فيها الفلسفة والتاريخ، عاد إلى الجزائر، ولكنه أهمل، ولم يعطَ قدره، كتب
إلى صحيفة جزائرية في مطلع التسعينيات من القرن العشرين: "أتذكَر انَّ الثيخَ
البشير الإبراهيمي في حديثِ له معي في مدينة (باتنة) عام (0 95 ام) قال لي:
إنَ الثيخ العربي التبسي يذكرك كثيراَ، إن حالتك تبكي، اخرج من هذا الوطن
المنحوس "، ويقول: اليوم أسال نفسي: رغم استقلال الجزائر، هل ما زال -
34