العمل الجماعي بما يفرض من تبعات، إنما هو من المقؤمات التي فقدها
المجتمع الإسلامي ثم لم يسترجعها بعدُ، خصوصاً بين مثقفيه) (1).
2 - زواجه من سبدة فرنسية أسلمت ونسفَت (خديجة)، كان ذلك عام
(931 ام) وقد ساعدته كثيراَ في تهيئة بعض الأمور المادية ليتفزَغ للدراسة
والمناقشات الطويلة مع ابن الساعي، ويصف مالك هذه السيدة بأنها: مهندس
تجميل في ترتيب المنزل، ونجار وغزَاس، ويمكن أن تحؤلَ منزلاً متواضعاً إ لى
بيتِ أنيق، وتحؤلَ غرفةَ متروكةَ تحت سقف عمارة إلى تحفة تفاجِئ الزائر.
ويتذكر مالك قائلاَ: "إنني اذكر هذ 5 التفاصيل؟ لأنني أعدها دائة على التطؤر
ا لنفسي ا لذي سيجعلني من اشد ا لنا س نفورأ من كلَ ما يسيءُ لذوقِ ا لجما ل " (2).
3 - زار الجزائر عام (932 1 م) ولاحظ تغيرأ بدأ يدبّ في أوصال المجتمع
الجزائري؟ فالحفَال الذي اهتئمَ بحقائب السفر كان يتكلَّم العربيةَ السليمة،
وعلى هيئته وسمته الكرامة النفسية، وعندما مروا بجانب (نادي الترقي) قال
الحفال: أنا من مريدي الشيخ العفبي في هذا النادي، وهذا يعني شيئاً واحداً: انَّ
موجةَ الإصلاح (جمعية العلماء) قد وصلت إلى العاصمة، وإ لى الجزائر كلها.
وملاحظة مالك عن الحفَال وهيئته تذكرني بحادثة مشابهة حين كان
الشيخ حسن البنا -رحمه الله -يعفم العمال المصريين المستعمَرين، وقد فوجئ
الضابط الإنكليزي بأحد هؤلاء العمال وهو يكفمه بلهجة المسلم صاحب
الكرامة، هذ 5 اللهجة التي لم يتعوَد عليها هذا الضابط من العمال.
(1)
(2)
الاستعمارُ البغيضُ مخئماَ على الوطن المنكوب؟ ومن زملائه في الدراسة في
فرنسة أحمد بلفريج ومحمد الفاسي ومنير العجلاني، وكلُهم أصبحوا وزراء في
بلادهم. توفي ابن الساعي عام (998 ام) في ظروف اجتماعية بائسة جدأ،
رحمه الله.
مذكرات، ص 5 3 2.
ا لمصدر السا بق، ص 73 2.
35