كتاب مالك بن نبي مفكر اجتماعي ورائد إصلاحي

إن موجة الإصلاح ستحدِثُ تغيراب جذرية في الشعب الجزائري، ويعلّق
مالك: "لم تكن الإدارة الفرنسية تتصور هذه التغيرات كما ثبتَ ذلك فعلاً بعد
عشرين سنة! (1).
ولكن هذا الإصلاح الذي بدا يشق طريقه بما يدعو للإعجاب لم يتنئه برأي
مالك إلى خطورة الدجل السياسي الذي يمارسه أهل القومية الجزائرية الجناح
المتواطئ مع اليسار الفرنسي، والجناح البرجوازي المتواطئ مع الاستعمار.
4 - في هذه الفترة من حياة مالك وهو لم يكمل الدراسة بعدُ، ظهرت فكرة
العمل السياسي، وظهر الزعيم (مصالي الحاج) الذي فكّر ببعثة منظمة (نجم
شمال! إفريقية) التي أسسها الأمير خالد حفيد عبد القادر الجزائري، وقد حضر
مالك الاجتماعات مع (الزعيم) ولم يحضر صديقه حمودة بن الساعي بسبب
تحفظه إزاء كل نشاط سياسي منظَم، والغريب أنَ مالكاً يهاجمُ في كتبه الدجل
السياسي وخاصةً في الجزائر؟ حيث تحوَلت الانتخابات إلى (زردة) كما يعبّر
مالك، يحوم فيه! الأتباع حول! الزعيم، كما يحوم الأتباع حول! الشيخ الصوفي
بعد ان نجج الإصلاح ممثلاً بجمعية العلماء في توعية الأمة من هذه الأمراض.
وأظن ا! مالكاً كان يح! ث العملَ؟ فإذا لم يجد فائدةً تركَه، وهذا يعارِضُ أفكار 5
النظرية، وهو ينتقد القيادات السياسية التي برزت على الساحة مثل: (اتحادية
النواب) (2) التي راسها الدكتور صالج بن جلول! (3). وكان مالك يخشى أن
(1)
(2)
(3)
ا لمصدر السابق، ص 6 5 2.
المجال! المتاحة في وجه الجزائر هي: المجال! البلدية، المجال! العمالية
(نسبة لعمالة وهران أو الجزائر او قسنطينة) والعمالة تعني: الولاية والمجلس
المالي بالعاصمة، وهذا المجلس هو اعلى المجال!، وللعضو فيه قيمة،
وثلث اعضائه جزائريون. فالمقصود ب (اتحادية النواب): النواب في احد هذه
المجال! الئلاثة، وقد كتب عباس فرحات في جريدة (اتحادية النواب) مقالاً
بعنوان: انا فرنسة، وقد ردَ عليه الشيخ ابن باديس في مجلة (الشهاب).
يقول الشيخ محمد البشير ا لإبراهيمي عنه: كان فيه جرأة، وانضئم إليه جماعة-
36

الصفحة 36