تسفَمَ جمعيةُ العلماء المقاليدَ إلى الفئة الحاملة للشهادات الجامعية (مثل ابن
جلول).
في عام (936 ام) عقد في العاصمة المؤتمر الجزائري الإسلامي، وقد
شاركت فيه جميع العلماء، بل كانت هي المشجع والمؤسس لهذا المؤتمر،
وذهب وفدٌ من المؤتمر إلى باريس للمطالبة بحقودتى الجزائريين، وكان من
أعضاء الوفد الشيخ عبد الحميد بن باديس، ومحمد ا لبشير الإبراهيمي، والشيخ
العقبي كممثلين عن جمعية العلماء، وكان في الوفد السياسيون الوطنيون. ومع
أن مالكاً يؤيد فكرة المؤتمر إلاّ أنّه لم يؤيد (مُناخ) المطالبة بالحقوق بهذه
الطريقة. وقد التقى مع وفد جمعية العلماء، وانتقدهم لهذه المشاركة؟ لا!
الحل ليس في باريس، ولكن في ضمير الامة.
قد يكون لمالك بعض الحق في نقده لفكرة المطالبة بالحقوق، دون القيام
بالواجبات، ولكن نقده كان شديداً لجمعية العلماء حين اتهمهم بأنهم سفَموا
الأمانة لغيرهم؟ لأئهم لم يكونوا في مستواها العقلي (1)، والجمعيةُ اجتهدت بما
ظنت أئه مصلحة للأمة. ومع ثقة مالك بالجمعية وتيارها الإصلاحي إلاّ أته كان
دائماً بعيدأ عن علماء الجمعية، لم يجالسهم ويسمع منهم أو يسمعون منه إلا
نادرأ.
(1)
من النواب الأحرار، فتكؤَن منهم (اتحاد النواب)، ولكن الرجل تمالَكه
الغرور، وتذبذبت سياسته بين الفردية والوطنية، وأرادت جمعية العلماء أ ن
تستصلحه فلم ينصلحْ، فنبذت إليه على سواء. انظر: (اَثار البشير الإبراهيمي:
5/ 132)، ويقول الأستاذ محمد الميلي: إنَ حركة النواب ونجم شمال إفريفية
انطلقت من مصادر ثقافية فرنسية، وتأثر بقيم الثورة الفرنسية (انظر: مبارك
الميلي، ص 8).
مذكرات، ص 368، سنتحدَث إن شاء الله في المبحث الثالث عن علاقة مالك
بجمعية العلماء.
37