الفرنسي، وكيف فعل بهؤلاء البسطاء المظلومين.
وقد جرى حوار بين مالك وأحد هؤلاء العمال يدل على فداحة الخطب.
- ما هو اسمك؟
- تاشفين بن عبد الله من تلمسان.
- ماذا كنت تصنع بتلمسان قبل أن تأتي إلى فرنسة؟.
- كنت مُؤدباً في احد الكتاتيب، اُحفّظُ القرآن للأطفال، ولكن هذه
الحرفة اصحبت لا تضمنُ لصاحبها القوت.
ويعلّق مالك: كانت هذ 5 الكلمات البسيطة معئرة أكثر من أي خطاب عن
التحولات القاسية التي فرضها الاستعمار في الجزائر، وتذكَّرَ من إسم (تاشفين)
المرابطين، ودور يوسف بن تاشفين في إنقاذ الأندلس0
نجج مالك في تدريسهم حين فكَر بطريقة جديدة، وهي أن يبدأَ مباشرةً
بالأعداد الكبيرة في الحساب مثلاَ، وفي الجغرافية عرَّفهم من خلال قراهم على
الجزاثر، ثم المغرب العربي، ثم على العالم كله. ويعبر مالك عن هذه الطريقة:
"اردتُ أن اغئرَ ابعادهم النفسية، كنت ارى من دون أي جهد كيفَ يتغير الوجه
عندما تمسك اليدُ بالقلمِ وتتحرّك، لقد كان نظرهم عندما تعرّفت عليهم للمرة
ا لأولى لا يعبر عن شيء، فأصبج نظرهم يشعُّ إ نسانيةَ، ويعكس حيا ة دا خليةً " (1).
كان مالك يسرع في تعليم هؤلاء الذين احبهم وأحبوه؟ لأنه كان يتوقع
ويخشى ان يُمنع من إ تمام مهمته في هذا النادي الصغير، وفعلاًاستُدعي بعد فترة
من قِبَل اكاديمية مرسيلية وسأله المفتش:
- هل تدرس في مركز المؤتمر الجزائري الإسلامي؟
(1) المصدر السابق، صا 1 4.
39