كتاب مالك بن نبي مفكر اجتماعي ورائد إصلاحي

استقزَ مالك في مصر، ولم يحضر معه زوجته خديجة الفرنسية الاصل؟
ربما لقرار العالْلة بأن يتزؤَج مرة ثانية من امراة تنجِبُ له، ولكنَه استمرَّ وفياً لها،
ويرسل إليها بين الفينة والأخرى المساعدات الما لية.
تعزَفَ مالك في مصر على العالم العربي وتعزَف العالم العربي عليه،
وصار له تلاميذ وأصدقاء، وقامت علاقات كثيرة وغنية بينه وبين المفكّرين
والطلبة القادمين إلى القاهرة لطلب العلم؟ حيث كانت مصر مركزاً مهماً من
مراكز الثقافة في العالم العربي خاصة بوجود جامعة الارهر.
وفي القاهرة كان لمالك منتدَى يرتاده الكثير من الطلبة من داخل مصر
وخارجها، وفي عام (959 1 م) قام بزيارة لسورية ولبنان، وشارك في عدد من
المؤتمرات التي عقدت في السعودية والكويت وليبية. وعُين من فبل الحكومة
المصرية مستشاراَ للمؤتمر الإسلامي الذي اُطلق عليه فيما بعد (مجمع البحوث
الإسلامية)، وفي هذ 5 الفترة من حياته في القاهرة عمل على ترجمة كتبه إلى
العربية، وقد ابلى الدكتور عبد الصبور شاهين والأستاذ عمر مسقاوي بلاءً حسناً
في هذا المجال، وفي مصر اتقن مالكُ العربيةَ، وبدأ يكتب بها، وصدرت له
الكتب التالية: (مشكلة الثقافة)، (ميلاد مجتمع)، (في مهب المعركة)، (فكرة
كومنولث إسلامي)، (الصراع الفكري في البلاد المستعمرة).
وفي مصر تزوج من سبدة جزائرية، وانجب منها ثلاث بنات؟ هُنَ:
(نعمة)، و (إيمان)، و (رحمة)، والسيدة رحمة هي التي اتصلت بالأستاذ عمر
مسقاوي، وطلبت منه تحويل حقوق نشر كتب والدها إليها، فوافق على ذلك
وسفمها حقوق الإيداع (1).
(1)
لا نملك معلومات تفصيلية عن حياته في القاهرة، كما ذكرنا عن فترة دراسته
وحياته في فرنسة، ويذكر ان هناك جزءاَ ثالثاَ من مذكراته، فلعلّه قد ذكر فيه=
42

الصفحة 42