شيء، وبدأ التقليد الأعمى للاشتراكية في البلدان الأخرى، هذا عدا عن الصراع
الداخلي الجمهوري على السلطة، وصارت الجزائر كا لقطة تأكل أ ولادها (1).
كان فكر ابن نبي مدعواً لأن يلعبَ دورأ متمئزاً بعد الاستقلال، ولكن بُعدَ
الدولة عن الاهتمام بالفكر - كما ذكرنا - وإغراءات التقليد للشرق والغرب،
واستغلال اعداء ابن نبي لفكرته عن القابلية للاستعمار عندما جعلوها نوعاً من
التسويغ للاستعمار، كُل هذا جعل تأثيره محدوداً، واكتفى بأَنْ أ قامَ ندوةً أسبوعيةً
في منزله، يؤفها الشباب الجزائري وا لشباب من أ قطار المغرب ا لعربي، وفي هذ5
الفترة زار بعض الأقطار العربية ومنها سورية ولبنان، كان ذلك عام (971 1 م)،
واو ح وصيةً في المحكمة الشرعية في طرابلس - لبنان حفَلَ فيها الاستاذ عمر
مسقاوي مسؤولية نشر كتبه.
وفي عام (972 ام) أدى فريضة الحج، وفي طريق عودته مَزَ بدمشق
وحاضر فيها في رابطة الحقوقيين، وفي مسجد المرابط، وحملت المحاضرتان
عنوان (دور المسلم في الثلث الاخير من القرن العشرين)، وكائما كانت هاتان
المحاضرتان وصيته الأخيرة لجيل الشباب الذي يجب أن يحملَ الأمانةَ ويؤديها
للعالم.
وفي الجزائر واثناء رحلته إلى مدينة الأغواط اشتدَ به المرض، فسافر إلى
فرنسة لإجراء عملية جراحية، وبعد ثمانية أيام من رجوعه إ لى الجزائر توفي في
يوم الأربعاء (4 شوال 393 ا هـ= 31 تشرين الاول 973 1 م) - رحمه الله - (2).
(1)
(2)
انظر: محمد الميلي، مبارك الميلي، ص ا 2، وناصر الدين سعيدوني،
الجزائر منطلفات واَفاق، ص 473.
ذكرت مجلة الزمان الجديد عدد 30/ 6/ 2 0 0 2 م على لسان مشحود رابح أحد
أعضاء حزب الشعب الجزائري: أنَ مالك بن نبي تعزَض لمحاولات اغتيال في
طل نظام الرئي! هواري بومدين، وقد سالتُ الأستاذ عمار الطالبي عن هذا=
44