المبحث الثالث
شخصية مالك بن نبي وتكوينه الفكري
1 - شخصية مالك:
يجتمع في شخص مالك بن نبي خطّان متناقضان، أو هكذا يبدو؟ فهو من
جهة شخصية عاطفبة خيالية أحباناً، يهيم بالتجريد واحلام الفلاسفة، يقول عن
نفسه: "انا شديدُ التأثر بالحدث، اتلقى صدمته بكل مجامعي، وبانفعا لية تستطيعُ
أن تنتزعَ مني دموع ا لحزن حين يثير الحدث الحبور من حيث ا لمبد أ " (1).
وقد بكى مالك عندما اندحر الجيس الفرنسي أمام ألمانية عام (0 94 1 م)
مع أئه يكره الاستعمار الفرنسي، ويعفق مالك على هذا التصرف، فيقول:
"رأيتُ في ذاتي عنصراَ آخر كشف كل التعقيد في ضمير مسلم " (2).
ويبدو انَ عدم التوازن بين القيم الأخلاقية وتطبيقها على الحدث هو ما
عنا 5 مالك بالعنصر الاَخر. وهذ 5 الخيالية جعلته يحلمُ بأنَّ جزءاً من الإنقاذ
(إنقاذ العالم الإسلامي) سيأتي من الشرق، من روحانية الهند كما يسمّيها، ومن
شعر طاغور، واللا عنف عند غاندي (3).
(1)
(2)
(3)
مذكر ات، ص 7 3 1.
المصدر السابق، ص 137. وصدق مالك في ثحليله، فقد سمعتُ من أحد
الإخوة العاملين في حقل الدعوة الإسلامية أنه بكى عندما سمع نبأ موت عبد
الناصر مع كرهه الشديد له.
خالفه في هذه النظرة الأسثاذ محمد المبارك في مقدمته الثي كتبها د (وجهة
العالم الإسلامي)، حيث اعتبر أن العالم العربي هو المؤهل للقيادة والإنقاذ.
47