وعندما سمع مالك بأنباء الخلاف بين الملك عبد العزيز اَل سعود وإمام
اليمن كتب رس! إلةً إلى سفارة اليابان يدعو حكومتها للتدخّل باسم التضامن
الاشيوي لمساعدة ابن سعود حتى لا تتمزَّقَ الجزيرةُ العربية، وطبعاً لم يستجب
الميكادو لهذا الطلب!! وبعد تخزجه من (المدرسة) عام (1952 م) بدأ البحث
عن عمل، كتب لرجل يدعى (بن خلاف) احد كبار التجار في مدينة جيجل،
ومن انصار الأمير خالد، يطلب منه المشاركة في تأسيس شركة تجارية في مدينة
(زندر) في السودان، ويعفق مالك: "لقد كان الأمر كما لو أنني طلبتُ منه أ ن
يرسل لي دراهمه لتأسيس محل تجاري على سطج القمر، وأعتقد أنَّ هذا التاجر
قد استلقى على قفا 5 حين قرا رسإلتي! (1).
وفي الجانب الاخر نجدُ شخصية الناقد المحفل الذي ينفُذُ لأعماق
المشكلة، ويبئنُ اسبابها من خلال نظرة علمية صارمة، ويعرف بواقع الأمة
الإسلامية، ومن خلال اطلاع واسعِ على الثفافة الغربية، وهو في مقارناته
وتحليلاته يشبِهُ من بعض الوجوه سلفه المؤزخ الكبير ابن خلدون، حيثُ
التجربةُ الحياتية الخصبة، وحيث تلتقط الذاكرة كل جزئية وكل حادثة لتبدأَ
التحليل والتركيب؟ فعندما عمل مساعداً قضائياً في منطقة (أوفلو) أدرك فضائل
الشعب الجزائري قبل ان يفسدها الاستعمار؟ وذلك من خلال ملاحظاته
لتصرف البدوي الذي ما يزال على الفطرة، والذي يرفض غالباً أن يحلفَ في
محكمة ولو كان ذلك لدعم حقه "فملكيةُ الأرضِ قد تخلق في الإنسانِ غرائزَ
اجتماعية سلم منها الراعي! (2).
وعندما اراد القيامَ بعمل علمي مشترك مع صديقه ابن الساعي أخفقت
المحاولة، فقإل معفقاً: "لم أكن اعلمُ ان العمل الجماعي بما يفرِضُ من تبعاتٍ
(1)
(2)
مذكر ا ت، ص 8 3 1.
مذكر ا ت، ص 4 7 1.
48