درس مالك المرحلةَ المتوسطةَ وما بعدها في مدينة قسنطينة؟ حيث كان
الشيخ ابن باديس قد بداَ دروسه ونشاطه في مساجدها - قبل تأسيس الجمعية-
ولكنَ مالكاً مع قربه (المكاني) من ابن باديس لم يحضر دروسه، ولم يتتلمذ
عليه، ولا جلس معه.
يقول في مذكراته عن ابن باديس: " كانت نظراتي تتبعه بعطف وحنان كلَّما
مَزَ أمام مقهى بن يمينة؟ فهذا الرجلُ الأنيقُ المرفَّهُ ذو المنبت الصنهاجي (1) كان
يحسِنُ معاملة الناس. لم أكن قد جإلسته في حديث، ولكنَّه كان في نظري لا
يمثّلُ الإصلاحَ، ولم اعترف بخطئي حول هذا النقطة إلاّ بعد ربع قرن، حينما
تفخَصت شعوري حول هذا الموضوع؟ حينئذِ تبئنَ لي أن السببَ يكمن في
مجموعة من الأحكام الاجتماعية المسبقة، وفي تنشئة غير كافية في الروح
الإسلامي، وأحكامي المسبقة اورثتنيها طفولتي في عائلة فقيرة في قسنطينة،
زرعت لا شعورياً في نفسي الغَيْرَةَ والحسد حيال العائلات الكبيرة. . . " (2).
ومع ذلك فإن مالكاً يرى أنَ الإصلاحَ الذي يمثفه (ابن باديس والجمعية)
هو القمين بتحرير الجزائر، وأنَ الشعار الذي رفعته (الجمعية) هو الشعار
الصحيج في قوله - تعالى -: " إِتَ أدئَهَ لَا يُغَقى مَا بِقَوْوٍ حَتَّئ يُغَثِرُوأ مَا بِأَنفُسِغ"
] الرعد: 1 1،.
ويقول: "فيما يخصني إنني بذلتُ شطراً من حياتي في سبيل الحركة
الإصلاحية، وشهدتُ في مناسبات مختلفة بالفضل لجمعية العلماء التي قامت
في الجزا ئر، وتكفَمتُ مراب في معاهدها د ون أ ن أكون عضواً من أعضائها. . . ".
(1)
(2)
نسبة إلى صنهاجة كبرى قبائل البربر في الشمال الإفريقي، ويرجع نسب الثيخ
إلى المعز بن باديس الذي كان حاكماً للشمال الإفريقي في القرن الرابع
الهجري.
مذكرات شاهد للفرن، ص 1 13.
68