كتاب مالك بن نبي مفكر اجتماعي ورائد إصلاحي

وكتب في هامش هذا النص: "وعلى الأصج دون أن تدعوني هذ5
الجمعية للمساهمة في شؤونها الإدارية حتى لو قدّمتُ لها الطلب من أجل
ذلك. . .! (1).
هذه الملاحظة في الهامش مهمة جداَ؟ لأنها تظهِرُ مرارة وأسفاً تجا5
الجمعية، ونحنُ لا ندري ما هو موقف الجمعية حتى لو قدم لها طلباً، ولكن في
اجواء المجتمعات الإسلامية لا نستبعدُ صدورَ خطأ مثل هذا، وكان بإمكان
الجمعية ان تستفيدَ من مالك بن نبي في امويى يتقنُها، وهو كان سيستفيدُ من
الجمعية وعلمائها ونظرتهم الشرعية إلى كثيير من القضايا. وإذا أردنا القياس مع
الجماعات الإسلامية اليوم - رغم الفروق بينها وبين الجمعية - فإئه من غير
المستغرَب ان يوجد اناسٌ في هذه الجماعات لا يرغبون في أهل الفكر وأهل
النظر والتمحيص، ولا يرغبون فيمن ينتقدُ أو يقترحُ حلولاً لا تعجبهم.
على كلِّ حال! فإن مشكلة مالك مع الجمعية لا تتع! ق كثيراً بهذه الأمور
الشخصية بقدر ما تتعفَق بأحداث (936 1 م).
احداث (36 9 1 م) ونقد ا لجمعية:
كان مالك بن نبي، وهو مقيم في باريس يتابِعُ أحداث الجزإئر والتطور
السياسي الذي حدث بعد ظهور قيادات تتوسّل إلى فرنسة لإعطاء الشعب
الجزائري بعضَ حقوقه، هذه القيادات التي اغرتها فرنسة بالتمثيل في المجالس
وا لانتخا بات.
ويكتب مالك في عام (1933 م): "وفي هذه الفترة نشأ الجناح الكادح
الطامح إلى البرجوازية والمتواطئ مع الحركة اليسارية الفرنسية، والجناح
(1)
في مهب المعركة، ص 190، وقد اهدى للجمعية أحد كتبه، ولم يأتِه ردٌ،
وكتب لهم مقالأ ولم ياته ردٌ. انظر: في مهب المعركة، ص 172.
69

الصفحة 69