كتاب مالك بن نبي مفكر اجتماعي ورائد إصلاحي

البرجوازي المتواطن مع الاستعمارإ (1). ويكتب في عام (1934 م): "وهكذا
بدأ الوطن يخرج رويداَ رويدأ عن جادته إ لى مسارب الديماغوجية " (2).
وفي عام (936 1 م) لوحت فرنسة للجزائريين بمشروع (بلوم -فيوليت) (3)
الذي ينتقِدُ السياسة الفرنسية السابفة، ومن مقترحات المشروع: إصلاح مستوى
التعليم، تأمين نفس الحقوق التي للفرنسيين لبعض الجزائريين، إلغاء المحاكم
الخاصة بالجزائريين. . . وقد رخَب بعض السياسيين الجزائريين بالمشروع،
ورفضه الفرنسيون الذين يعيشون في الجزائر، ووقف العلماء منه موقف
المتحفظ، ولكن المشروعَ رُفِضَ في نهاية الأمر من قِبَلِ البرلمان الفرنسي (4).
ورغم إخفاق هذا المشروع إلأ أئه فتح شهية السياسيين الجزائريين
للمطالبة بالحقوق والاندماج مع فرنسة، واعجبتهم لعبة الدجل السياسي، حتى
أصبحَ الجزائري العادي ذو الاهتمام السياسي يعفقُ عضويته في الحزب
الاشتراكي الفرنسي (حزب فيوليت). وهكذا تحوَل الوطن برأي مالك إلى
(هيصة) الانتخابات، ورجع الناسُ إ لى (الزردة) السياسية بعد أن كانوا يمارسون
(الزردة) الصوفية، وأصبحت الانتخابات وما يتبعها من اختلاف وتمزّق هي
الصنم الجديد، والأصل ان يجتمع الشعب الجزائري على منهج واضح يقودهم
إلى حياة كريمة.
كان الشيخ ابن باديس يعارِضُ هذا المشروع في البداية، ولكنَّه سعى بعد
(1)
(2)
(3)
(4)
مذكرات شاهد للقرن، ص 276.
مذكرات شاهد للقرن، ص 9 1 3.
بلوم: هو رئيس الوزراء في حكومة الجبهة الشعبية، و (فيوليت): كان حاكماَ
للجزائر في العشرينيات، وقد عُئن في هذ 5 الحكومة مختصاَ بالشؤون
الجزائرية.
انظر: أبو القاسم سعد الله، الحركة الوطنية في الجزائر، الجزء الثالث.
70

الصفحة 70