ذلك إلى توظيفه "لِيُحْدِثَ من خلاله ثغرةً في قلعة التنظيمات والقوانين
الفرنسية، بما يفتح المجال للاستقلال " (1).
في هذه الظروف وعندما راى الشيخ غلبة فكرة الاندماج على عقلية
السياسيين، واعتقاد (اتحاد النواب) الذي يرأسه الدكتور صالح بن جلول أئهم
أصحاب الحق في البمث بمصير الجزائر - عندما رأى ذلك - دعا إلى مؤتمر
جزائري إسلامي، لعل ذلك يكون وسيلةً لإحباط مؤامرة الاندماج مع فرنسة.
عقد المؤتمر في مدينة الجزائر بتاريخ (7/ 6/ 936 ام) برئإسة الزعيم
السياسي ابن جلول نإئب قسنطينة المالي، وشارك في هذا المؤتمر نواب عن
العمالات (المحافظات) الثلاث: الجزائر، وهران، قسنطينة. ومثلَى جمعية
العلماء: ابن بإديس، والإبراهيمي، والطيب العقبي. وكان من مطا لب المؤتمر:
إعطاء الحقوق السياسية للمسلم الجزائري تإمة غير منقوصة، وحرية القول
والكتابة والاجتماع والتعليم العربي، ورفع القوانين الاستثنائية، وشكَل
المؤتمر وفداً للذهاب إلى بإريس ليعرض مطالبه لدى الحكومة الفرنسية.
قد تكون فكرة المؤتمر فكرةً صحيحةً، خاصةً وقد شاركت فيه كل
الجزائر: علماء وساسة، شيوخاً وشباناً؟ وهذا ادعى ليكونَ الطرف الجزائري
في المباحثات مع فرنسة قويإً، ولكن المؤتمر تحؤَلَ إلى لغة المطالب بدل القيام
بإلواجبات، وفتحَ شهيةَ السياسيين كما ذكرنا في مشروع (فيوليت).
ويعفق مالك على ذلك قائلاً: "فبأي غنيمة ارادوا أن يرجعوا من هناك
(بإريس) وهم يعلمون انَ مفتاح القضية في روح الأمة لا في مكان اَخر" (2).
إذن هنا ينصمث انتفادُ ما لك حول ما آلت إ ليه الأمور في المؤتمر الجزائري:
(1)
(2)
محمد الميلي، الثيخ مبارك الميلي: حياته العلمية ونضاله الوطني، ص 2 1.
شروط النهضة، ص 4 3.
71