لماذا سارت الجمعية مع القافلة السياسية؟ لماذا تُسفَمُ القيادةُ (المعممةُ) زمامَ
الأمرِ إلى القيادة (المطربشة) (1)؟ لماذا تُسلِّمُ الرئاسةَ إلى ابن جلول الذي تبزَأ
من الجمعية عندما سئل من قِبَل الصحافة الفرنسية حول قضية مقتل! ي
الجزائر (بن كحول)، وكانت فرنسة قد اتّهمت الجمعية بقتله، وهو اتهامٌ باطلٌ
طبعاَ، وابن جلول يردد ما تقوله فرنسة: "إئها طعنةٌ في الصدر للمؤتمر
الجزالْري، فمات بعد شهر من ولادته " (2).
ويذكر مالك بن نبي أنَ الشيخَ العربي التئسي، وهو من شيوخ الجمعية،
وكان يدافِعُ عن ابن جلول باعتباره زعيماَ سياسياَ لا بدَ منه " وكان الرجلُ (بن
جلول) يفوم علانيةَ بدور مَنْ ينقض الغَزْلَ كلَما غَزَلَه الشعب منذ ربع قرن " (3).
والخلاصة التي يصل إليها مالك: هي ا! العلماء وهم الأمناء على
مصلحة الشعب سلَموا الأمانةَ لغيرهم، سفَموها لمن يضعها تحت قدميه،
لتكونَ سُ! ماَ يُصعدُ عليه للمناصب السياسية، سلموها للجناح القومي
البرجوازي (فرحات عباس وأمثا له) ا لذي تقبّلها منهم بكلّ سرور!!.
ويعتقد مالك أن العلماء لم يكن في استطاعتهم مواجهة هذا التيار؟ لانهم
بادى ذي بدء لا يشعرون به (4) "ولأتهم لم يكونوا على جانبِ من الخبرة بوسائل
الاستعمار في مجال الصراع الفكري حتى يفطنوا إلى هذا الانحراف، وربّما كان
(1)
(2)
(3)
(4)
مذكرات، ص 384، و (المطربشة): كناية عن الزعماء السياسيين خريجي
الجامعات، وهذه المصطلحات كانت قد ظهرت في مصر أثناء الصراع بين
قيادات ا لإخوان المسلمين أصحاب العمائم الأزهريين وبين خريجي الجامعات
من (الأفندية) اصحاب الطرابيش كما كانوا يُسمَون.
مذكرات، ص 8 6 3.
ا لمصدر السا بق، ص 6 38.
ا لمصدر السا بق، ص 5 38.
72